كشف الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي عن إحصاء 6 آلاف متعامل اقتصادي غير شرعي خلال أول شهرين من 2010، في حين أوضح أن عدد هؤلاء المتعاملين كان قد تراوح ما بين 6 و9 آلاف خلال السداسي المنصرم، مشيرا إلى أن بعض هؤلاء المتعاملين متوفون ولاتزال أسماؤهم متداوَلة! أجمع إطارات المديرية العامة للجمارك خلال الندوة التي عُقدت مساء أول أمس تحت عنوان الأنظمة الاقتصادية الجمركية وعلاقتها بالاستثمارات، أن المهمة التي تؤديها هذه الهيئة اقتصادية بحتة، وأنها لا تقتصر فقط على الرسوم والحقوق الجمركية، وذلك في ظل التغيير الجذري الذي سُجل في الآونة الأخيرة في ما يتعلق بتنظيم المهام، منوهين بالدور الكبير الذي تلعبه هذه الأنظمة في الرقي بالاستثمارات الوطنية، حيث أوضح عادل بساحة نائب المدير العام للأنظمة، أن قانون الجمارك ساري المفعول ينص على 11 نظاما جمركيا اقتصاديا تجاريا وصناعيا موجها للمتعاملين الاقتصاديين الوطنيين والأجانب في إطار تشجيع الاستثمار ودعم المؤسسات وتحقيق الصفقات العمومية، حيث تسمح هذه الأنظمة بتعليقات كلية أو جزئية للحقوق والرسوم الجمركية في التخزين والتحويل واستعمال المنتوجات والتجهيزات المستوردة وحركتها. وعن جملة الإصلاحات التي تمت على مستوى المديرية العامة للجمارك، كشف ذات المتحدث عن إنشاء مديرية مركزية خاصة بالعلاقات العامة، تكون بمثابة حلقة ربط بين المتعاملين الاقتصاديين وإدارة الجمارك، مشيدا بالدور الكبير الذي تلعبه هذه المديرية في مجال الوصول إلى المعلومة، إلى جانب عصرنة نظام الإنترانيت لتسهيل تبادل المعلومات بشكل أوسع. على صعيد آخر، أكد المشاركون في الندوة أن عدم وجود بنية اقتصادية لا يحسب على المديرية لوحدها، إنما لا يجب إهمال دور المتعاملين الاقتصاديين في هذا المجال، والذين لا بد أن تتوفر لديهم شروط خاصة للاستثمار بالوطن. كما أشاروا إلى أن الانتقال من الاقتصاد الموجه إلى الاقتصاد الحر قد ساهم في تعطيل تكوين بنية اقتصادية، ليؤكدوا ضرورة التنسيق بين المتعاملين الاقتصاديين ونظرائهم بالخارج إلى جانب ما أسموه التنسيق الموجود بين تشريع الجمارك الوطني والتشريع العالمي، بغرض الرفع من مستوى كفاءة مؤسساتنا الاقتصادية، من خلال أداء كل طرف لواجباته وتحقيق الشفافية. وفي الشق الخاص بمراقبة جودة ونوعية السلع، ذكر بساحة بأن هذه المهمة لا تقتصر فقط على المديرية وإنما هناك أطراف أخرى معنية بهذا الأمر، على غرار مصالح وزارة التجارة والفلاحة، حيث أوضحوا أن الرقابة التي تمارسها المديرية تكون على مستوى قيمة ومصدر والنوع التعريفي للبضاعة، إلى جانب وجود تكامل بين مختلف المصالح لمكافحة البضائع المقلدة وغير المطابقة للجودة، مشيدا بالمستوى الذي بلغته الجزائر في هذا المجال. كما كشف عن تسجيل ما يقارب 39 ألف تصريح خاص بالمتعاملين الأجانب المستفيدين من مختلف الأنظمة الاقتصادية الخاصة بالاستيراد خلال سنة 2008، في حين سجلت السنة الماضية 40 ألف تصريح. أما عن تصريحات استيراد الممتلكات والبضائع التي تخضع موادها الأولية المستوردة لهذا النظام، فأوضح نفس المسؤول أنها استقرت في 9690 تصريح سنة 2009 مقابل 8434 تصريح سنة 2008. وبخصوص ترخيصات الدخول المؤقت الموجهة للمتعاملين الذين يستوردون مواد أولية لإنتاج المواد الموجهة للتصدير في إطار المناولة لمانح أجنبي، فقد بلغت 284 تصريح بقيمة 4 ملايير دج سنة 2009. وفي حديثه عما يُعرف بالمتعاملين الاقتصاديين غير الشرعيين أكد ممثل المديرية العامة للجمارك، اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها الكشف عن أي حالة تحايل على المديرية؛ من خلال إنشاء مديرية مركزية خاصة بالرقابة اللاحقة، إلى جانب استحداث ملف خاص بحالات الغش المسجلة بالتنسيق مع مختلف المصالح.