في ظل انعدام المنتزهات العائلية المراكز التجارية الكبرى قبلة الجزائريين للتنزه لقد أصبحت المراكز التجارية تعتبر وجهة مفضلة للعديد من المواطنين فعند النظر للخدمات التي تقدمها مثل هذه المراكز نجد أنها متنوعة وعديدة وبالتالي فهي تستقطب الكثير من الزوار وقد أصبح الجزائريون يفضلون الذهاب لهذه الأماكن للاستمتاع بساعات من الراحة عبر بعض فضاءاتها المخصصة للتسلية والترفيه في ظل انعدام أماكن عائلية مخصصة لذات الغرض. ي.آسيا فاطمة في الفترة الأخيرة بتنا نشاهد توافد الجزائريين على المراكز التجارية التي تعتبر تجربة مستحدثة بالنسبة لهم فقد تم إنشاء هذه المراكز حديثا والتي تعتبر مواصفتها جيدة جدا فأغلب العائلات التي تزور المكان تستحسنه. وقد حاولنا التقرب من بعض العائلات والذين صادفناهم في طريقنا حتى نقف على سر توافد العائلات الجزائرية على مثل هذه الأماكن والبداية كانت مع سيدة كانت تجلس مع ابنتيها الصغيرتين بإحدى الطاولات الخارجية للمركز التجاري أرديس حيث قالت: (في نهاية كل أسبوع أجيء مع طفلتاي لهذا المكان قصد الترويح عنهما قليلا ولكي أتسوق أيضا ففي هذا المكان توجد أماكن مخصصة للأطفال فكما ترين المكان مفتوح على الهواء الطلق كما أنه مقابل للبحر وطفلتاي يحبان القدوم للعب قليلا كما أني وجدت الخدمة جيدة فهو يتوفر على كل الضروريات (و من خلال ما قالته لنا هذه السيدة لاحظنا أن ليس كل زوار المكان يقصدونه للتسوق وهذا ما أكدته لنا سيدة أخرى فقد قالت (الواقع هو أن الجزائر تفتقر لمثل هذه الأماكن فالحدائق العامة منعدمة وإن وجدت فهي غير مخصصة للعائلات كما يعلم الجميع لذا فنحن نجد أن هذه المراكز التجارية توفر لنا كل ما يتطلب وهذا ما يجعلني أتردد على المكان دون أن تكون لي حاجة للتسوق). والحقيقة هي أن الجزائريين في الواقع يقصدون هذه الأماكن للترويح عن أنفسهم أكثر من التسوق فالعاصمة مع الأسف تفتقر لمثل هذه المرافق الضرورية كثيرا فلا توجد حدائق عامة أو أماكن لذا فالعائلات لا تجد أمامها سبيلا سوى التوجه لمثل هذه المراكز. وما شد انتباهنا أيضا هو تقديم عروض مغرية للتخفيضات السنوية وهو ما دفع بالعائلات الجزائرية للتوافد على تلك الأقطاب التجارية بأعداد هائلة وهذا يعتبر دليلا واضحا على أن غلاء المعيشة أصبح يشكل هاجسا لدى الجزائريين فأي تخفيض في الأسعار يستقطب أعدادا هائلة من الزبائن فالمركز التجاري بباب الزوار عرف توافدا كبيرا منذ الأيام الأولى لانطلاق التخفيضات وقد قالت لنا الآنسة حنان: (كما هو معروف عن المركز التجاري لباب الزوار الذي يعرض في أجنحته سلعا بجودة عالية ومواكبة للموضة وتكون غالية جدا في الأول فيستغل الزبائن فترة التخفيضات التي تعتبر فرصة للعديد من الشباب خاصة لاقتناء ملابس مواكبة للموضة وبأسعار معقولة جدا). أما سارة فقد قالت: (أنا شخصيا لم أجد الأسعار منخفضة كما هو الأمر في البلدان الأوروبية هذا من جهة أما من جهة الاكتظاظ الشديد فأنا أرجح أنه الفضول الذي دفع بالعديدين لزيارة المكان وكذا تحول تلك الأقطاب إلى أماكن للتنزه).