الحِرفيون يطالبون بأسواق خاصّة بهم مشكل التسويق يهدّد مستقبل الصناعة التقليدية في بومرداس
طرح حِرفيو الصناعة التقليدية في ولاية بومرداس مجدّدا مشكل تسويق منتوجاتهم الذي يعانون منه والذي يحول دون تطويرها حيث عبّروا عن خوفهم على مستقبل مهنتهم وعدم إمكانية مواصلة الصمود في ظلّ غياب حلول سريعة لمشكل تسويق منتوجاتهم الذي يعانون منه منذ سنوات. دعا بعض الحِرفيين في هذا الصدد السلطات العمومية المعنية إلى ضرورة توفير فضاءات وأسواق قارّة وموسمية عبر الولاية مخصّصة لتسويق منتوجاتهم وتقديم تسهيلات مادية لاقتناء المواد الأوّلية الضرورية لحرفتهم. وعلى ضوء المشكل المذكور يضطرّ معظم الحرفيين حاليا إلى تسويق منتوجاتهم على حواف طرقات سريعة خاصّة في فصل الصيف أو اللّجوء إلى طرقات ولايات مجاورة كالبويرة وتيزي وزو أمّا الآخرون فيقومون بتسويق منتوجاتهم في منازلهم أو في أماكن ممارسة الحرفة فيما تمكّن عدد قليل منهم من كراء محلّ تجاري لهذا الغرض. ومن جهته ذكر مدير السياحة والصناعة التقليدية زوليم نور في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن السلطات العمومية وضعت حلولا ملموسة لحلّ هذا المشكل العويص من خلال برمجة ضمن مختلف البرامج التنموية إنجاز ثلاثة مشاريع هامّة عبر الولاية تتمثّل -استنادا إلى نفس المصدر- إضافة إلى التكوين في إنجاز دار الصناعات التقليدية في مكان يتوسّط مدينة بومرداس تسلّم نهاية السداسي الأوّل الجاري وتضمّ ورشات متنوّعة وفضاءات لعرض وبيع مختلف منتجات الحرفيين إلى جانب دار أخرى في مدينة برج منايل ومركز لتكوين وترقية حرفة السلالة التقليدية بدلّس. كما تمّ في نفس الإطار -يضيف السيّد زوليم- منح الأولوية للحِرفيين للاستفادة من مشاريع 100 محلّ بكلّ بلدية حيث استفاد إلى حدّ اليوم من هذه المحلاّت 1300 حرفي عبر كلّ بلديات الولاية والعملية ما تزال متواصلة في هذا الإطار كما يجري التفكير حاليا -يضيف- إضافة إلى المعارض والصالونات التي تقام بصفة دورية ومنتظمة لهذا الغرض في إعادة بعث عملية خلق أسواق أسبوعية وأماكن للبيع تغطّي كلّ بلديات الولاية لتسويق مختلف المنتوجات بالتشاور والتعاون ومساهمة البلديات المعنية. في هذا الصدد دعا السيّد زوليم كلّ حرفيي الولاية إلى ضرورة تنظيم أنفسهم في إطار جمعيات مهنية من أجل الاستفادة من بطاقة الحرفي التقليدي التي تسهّل وتسمح لهم بالحصول على مختلف الإعانات المقرّرة في إطار صندوق ترقية الصناعات التقليدية. ومن جهة أخرى ورغم الصعوبات المذكورة التي يعاني منها القطاع إلاّ أنه تمكّن في السنوات الخمس الأخيرة -حسب ما أفاد به عصماني علي المدير المحلّي لغرفة الصناعات التقليدية والحرف- من استحداث ضمن مختلف أجهزة التشغيل نحو تسعة آلاف منصب شغل بين دائم وغير دائم. وتتعلّق مناصب الشغل المستحدثة بكلّ ميادين الصناعة التقليدية خاصّة في حرف السلالة والخيزران والقصب وفي إنتاج المواد و بالأخص في صناعة الجلد والأحذية واللباس التقليدي والحُليّ التقليدية والخدمات المتنوّعة. كما استفاد في إطار برنامج الإعانة على التأهيل وترقية الحرف التقليدية الممارسة عبر الولاية -حسب نفس المصدر- ما لا يقلّ عن 500 حرفي خلال سنة 2015 من دورات تكوينية في ميادين مختلفة على غرار التسيير وصناعة الجلود والفخّار والخزف الفنّي والنسيج. ومن جهة ثانية ذكر نفس المسؤول أن الحرفيين المسجّلين على مستوى الغرفة الولائية وصل عددهم حاليا إلى ما يربو من 4700 أزيد من 3000 منهم يمارسون في ميدان الصناعة التقليدية للخدمات وزهاء 930 حرفي منهم في ميدان إنتاج المواد وأزيد من 700 حرفي في ميدان الصناعة التقليدية.