جمعية الكلمة أسدته وسام خادم اللغة العربية ** شيوخ يؤكدون: آيت علجت تاج فوق رؤوسنا * أجمع المشايخ والأساتذة والعلماء الذين حضروا ندوة لتكريم العلامة محمد الطاهر آيت علجت أقامتها جمعية الكلمة أمس بالجزائر العاصمة على ضرورة رد الاعتبار لأب العلماء والمفتين الشيخ الرمز من خلال إدراج علمه من فتاوى ودروس في كتب ليستفيد منها الأجيال المقبلة وأن لا تذهب هباء منثورا وأجمع شيوخ حضروا الندوة أن (الشيخ آيت علجت تاج فوق الرؤوس.. لا يمكن أن يقبل أحد بإهانته) فيما ظل الشيخ الوقور آيت علجت محتفظا بوقاره ورفض الخوض في تفاصيل الضجة التي أثيرت بشأنه في الأسابيع الماضية. أب العلماء والمفكرين والمشايخ في الجزائر وقاض ثورة التحرير الوطني العلامة محمد الطاهر آيت علجت البالغ من العمر 104 سنوات حظي أمس بتكريم خاص من قبل جمعية الكلمة للثقافة والإعلام بالمكتبة الوطنية بالحامة حيث قام أغلب الحضور بالإدلاء بشهادة والإشادة بما قام به العلامة في دربه ومساره الطويل في أحضان العلم والدين وأسدت (الكلمة) للشيخ آيت علجت وسام خادم اللغة العربية ليسترد بذلك شيخ علماء الجزائر اعتباره بعد أن كان عرضة لإهانة أو محاولة إهانة من قبل محسوبين على قطاع الشؤون الدينية. علي عية يذرف الدموع من أجل الشيخ نزلت دموع الشيخ علي عيّه رغما عنه وهو يروي ذكرياته وما جمعه مع العلامة في درب العلم وإصلاح ذات البين حيث قال إن الشيخ آيت علجت لم يسع يوما لجمع المال وتكديسه بل كان ولازال إنسانا بسيطا يكد من أجل إيصال رسالته الهادفة في العلم والدين ولا شأن له بالمال وحب المال مطلقا. ومن جهته قال الشيخ أبو عبد السلام في الشهادة التي أدلى بها في حق العلامة الطاهر آيت علجت أنه شيخ هو قدوة يقتدى بها في علمه وجهاده ومثابرته واستمرارية عمله فهو ينبغي أن يكون مصباحا ينير درب الشباب. ومن جهته أكد الدكتور سعيد شيبان أن العلامة آيت علجت هو الرمز الحقيقي لمحاربة فكر التفرقة بين اللغتين العربية والأمازيغية قائلا إن الشيخ كان يردد دائما مقولته الشهيرة أن اللغة العربية هي الأخت الحميمة للغة الأمازيغية ولم تكن لتتطور اللغة الأمازيغية لولا العربية القرآنية. وفي هذا الصدد دعا سعيد سيبان إلى توسيع العمل بمقولة الشيخ والتوحيد بين ّغتين اللتان يمثلان الهوية الوطنية ليتيقن الشباب من الأمر قبل فوات الأوان داعيا إلى ضرورة الاقتداء بالعلامة الرمز الشيخ الطاهر آيت علجت. حجيمي: ..هو رجل أغنى من الذهب فيما وصف رئيس نقابة الأئمة الشيخ جلول حجيمي في شهادته عن الشيخ محمد الطاهر آيت علجت بالذهب وقيمته الغالية والنفيسة قائلا أنه رجل أغنى من الذهب ومدرسة يُقتدى بها رجل مهما ذُكرت مناقبه فهي لاتعد ولا تحصى مشيرا إلى أن العلامة قام بأشياء عديدة بينه وبين ربه متأسفا عن عدم معرفة الجزائر قدر العلماء. وأردف حجيمي أن الشيخ آيت علجت هو رجل وطني بامتياز لازال يجتهد في إصلاح ذات البين رغم كبر سنه معتبرا إياه مربي المجتمع وليس أستاذا فحسب ولا يحتاج إلى تكريم شكلي على-حد قوله- (لأن العلماء ورثة الأنبياء) معدنه أصيل وقلبه في العلم مضيفا أنه لازال مرتبطاً بالتدريس. وبخصوص الإهانات التي تعرّض لها الشيخ قال حجيمي في تصريح خصّ به أخبار اليوم أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى قدم عهدا لكي ينظر في قضية الشيخ والتحقيق في الأمر من خلال تنصيب لجنة تحقيق مشيرا إلى أن التحقيق لازال لم يتجل بعد مؤكدا انه لابد من احتواء الموضوع ومعالجته بدل العمل على اتساع رقعته وذلك حفاظا على نفسية الشيخ آيت علجت. وأضاف حجيمي أنه لم يتهم أي جهة بخصوص الإشاعات لا المديرية ولا الوزارة بل قال إنه يتهم الأخبار في حد ذاتها داعيا إلى العمل على الحد من انتشارها أكثر في انتظار ما سيُسفر عنه تحقيق وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. نور: آيت علجت الصحفي البارز أثارت إحدى الشهادات التي عرضها الأستاذ الإعلامي عبد القادر نور دهشة الحضور حين قال وهو يذكر مناقب العلامة آيت علجت أنه إعلامي وصحفي محترف حيث قال ان الثورة المجيدة عجيبة في أمرها شارك فيها الجميع كاشفا أن الشيخ آيت علجت كان صحفيا ممتازا في صوت الجزائر بطرابلس مشيرا إلى أنه اكتشف الأمر لدى بحثه عن الإعلاميين آنذاك قال أنه عمل من خلال تأدية رسالته الإعلامية على إيقاض الروح الوطنية لدى الشباب. عدة: إهانة الشيخ مرحلة خطيرة في الأمن الديني أما الأستاذ عدة فلاحي المكلف بالإعلام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف سابقا قال (إن ما لحق الشيخ من اشاعات في المدة الأخيرة أرشدنا إلى أن ما يحدث مرحلة خطيرة في الأمن الديني) مشيرا إلى أن المرجعية الدينية باتت في خطر مالم يتم التحرك لإنقاذها. وأضاف عدة فلاحي أنه آن الأوان أن نخدم المرجعية الدينية بشكل مؤسساتي وكذا على صعيد المجتمع المدني مشيرا إلى أن الشيخ في هذه الفترة ولدى زيارته له في المنزل من أجل افتكاك تصريح له بخصوص ما قيل عنه في الفترة الماضية لكنه وجده شخصا يمثل قوة صامتة على حد قوله. مزغيش: لابد من طبع خطب وأعمال الشيخ لتبقى للتاريخ صرّح عبد العالي مزغيش رئيس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام ل(أخبار اليوم) أن تكريم الشيخ آيت علجت جاء ضمن احتفالية سنوية بمناسبة أول مارس اليوم العربي للغة العربية قائلا: (أردنا في هذه المناسبة أن نكرّم أحد خدام اللغة العربية في الجزائر وخدام الإسلام معتبرا إياه مرجعية دينية وأحد رموز المشايخ) مؤكدا أن الشيخ يمثل صوت الجزائر الهادئة. وأشار عبد العالي مزغيش أن اختيار الشيخ هو دلالة على ان هناك أناس يشتغلون في صمت من أجل خدمة الجزائر وتماسكها والحفاظ على هويتها قائلا أننا اليوم في مناخ تتكالب فيه القوى العالمية على الهوية الجزائرية والانتماء الحضاري للعربية والأمازيغية والإسلام. وأردف أن الشيخ بحاجة لأكثر من وقفة وأكثر من لفتة خاصة أن شباب اليوم في الجامعات على -حد تعبيره- لا يعرفونه ولا ينهلون من علمه داعيا بهذه المناسبة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى العمل على طبع خطب الشيخ وأعماله ومنجزاته حتى يبقى ذخرا وإضافة للمكتبة الوطنية ينهل منها الباحثون والطلاب.