بين حقيقة المسرح وجدل مواقع التواصل ** حسم منطق القاعات المملوءة صراع الشاعر المصري (هشام الجخ) ومعارضي زيارته إلى الجزائر على رأسهم الإعلامي (سليمان بخليلي) الذي فشل ومعه العشرات من الشعراء والمثقّفين في حضّ الجمهور الجزائري على مقاطعة ليالي (هويس الشعر العربي) بل إن النتائج جاءت عكسية بصرف النّظر عن مستوى. انتهى مسلسل الصراع بين إعلاميين ومثقّفين وحتى (أشباه مثقّفين) حول الشعر والشعراء وحول زيارة الشاعر المصري (هشام الجخ) إلى الجزائر هذا الأخير غادر بلادنا بعد أمسيات شعرية وصفت بالنّاجحة وعرفت إقبالا ملفتا للجمهور الجزائري الذي عادة ما يقاطع مثل هذه التظاهرات الأمر الذي سبّب إحراجا كبيرا لبعض الشعراء والمثقّفين المحلّيين. وفي الحفلة الختامية التي أحياها مساء أوّل أمس في الجزائر العاصمة أكّد (الجخ) سعادته وفخره لوقوفه على أرض الشهداء وليس المليون ونصف مليون شهيد فقط مؤكّدا أن الشعب الجزائرى أثبت عظمته داعيا إيّاه إلى عدم تصديق ما تتداوله بعض وسائل الإعلام بشأن الإرهاب في مصر أو إخفاقها في مسيرة التنمية واصفا ذلك بأنه (عار عن الصحّة) وداعيا في الوقت نفسه الجزائريين إلى زيارة مصر. وفور مغادرته للجزائر أبدى (الجخ) رضاه عن الأمسيات الشعرية التي قدّمها في عدد من ولايات الوطن ووصفها بأنها كانت ناجحة تماما وحضرها الآلاف من أبناء شعب الجزائر مشيرا إلى أنه يعتزم تنظيم أمسيات شعرية في عدد من الدول العربية الأخرى خلال الفترة القادمة. بينما أكّد هويس الشعر العربي في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس أن الفنّ هو أساس التواصل بين كلّ الشعوب بكافّة ألوانه سواء كان شعرا أو مسرح أو غناء أو أيّ لون من ألوان الفنّ الأخرى رافضا الدخول في حرب كلامية أخرى مع معارضي زيارته للجزائر. وكان (هشام الجخ) قد بدأ أمسياته الشعرية في السابع عشر من شهر فيفري في ولايات قسنطينة وأمّ البواقي ووادي سوف والجلفة وبشّار ومستغانم ثمّ اختتم جولته الشعرية بأمسية في الجزائر العاصمة حضرها عدد من السفراء العرب المعتمدين في الجزائر إضافة إلى كلّ محبّي الشاعر المصري. وقد استقبل الجمهور الجزائري (هشام الجخ) بحفاوة بالغة وكانت القاعات تعجّ بالحاضرين الذين كانوا يحفظون عن ظهر قلب كلّ أشعاره ويردّدونها معه بل ويطلبون أشعارا بعينها. وقد اضطرّ (الجخ) في إحدى الولايات إلى إقامة أمسيته الشعرية في الهواء الطلق لكثرة عدد الحاضرين. تجدر الإشارة إلى أن شرارة الجدل أطلقها الإعلامي ومقدّم برنامج (شاعر الجزائر) سليمان بخليلي الذي قاد حملة فايسبوكية لمقاطعة (هشام الجخ) بحجّة أنه قام بزيارة الكيان الصهيوني ويريد الدوس على شرف الجزائريين قبل أن يهاجم وزارة الثقافة التي ترعى نشاطاته (الفلكلورية) على حدّ وصفه. وقال بخليلي على صفحته الرسمية على (الفايس بوك) إن (الجخ بمجرّد عودته من الجزائر إلى بلاده العام الماضي وبالأموال التي تقاضاها في بلد الشهداء قام بزيارة الكيان الصهيوني). وأضاف بخليلي أن (الجخ) طلب من مرافقيه العام الماضي أن يجلب له جزائريات إلى الفندق كما نشر بخليلي أيضا في ذات الصفحة. هذه الدعوة فجّرت الساحة الثقافية في الجزائر وتفاعل معها بالإيجاب عشرات الشعراء والمثقّفين وحتى رجال السياسة في صورة رئيس حركة (حمس) عبد الرزاق مقري الذي تعاطف مع منشورات بخليلي. وبينما اختار الشاعر (رابح ظريف) الوقوف إلى جانب (ضيف الجزائر) نظرا لعلاقاته السيّئة مع بخليلي قال الإعلامي أسامة وحيد منتقدا معارضي الجخ: (سهل جدّا أن تهزموا هشام الجخ وتطرحوه أرضا لكن قبل ذلك فلتحتكموا إلى القاعات فهي وحدها التي ستحسم وهناك ستكون المعركة عادلة وبلا ضجيج ولا داحس والغبراء).