أسعار البترول مرشّحة لبلوغ 50 دولارا للبرميل ** في مؤشّر قوي على انقضاء عهد الجزائر مع أزمة البترول قالت الوكالة الدولية للطاقة إن أسعار النفط بلغت على ما يبدو أدنى حدّ ممكن لها مشيرة إلى (التحسّن الملفت) في الأسابيع الأخيرة فيما توقّعت ذات الهيئة أن تبلغ قيمة الذهب الأسود 50 دولارا وهو سعر مناسب يفوق بدرجات السعر المرجعي في قانون المالية 2016. قالت الوكالة الدولية للطاقة إن أسعار النفط بلغت على ما يبدو أدنى حدّ ممكن لها مشيرة إلى (التحسّن الملفت) في الأسابيع الأخيرة. وتابعت الوكالة في تقريرها الشهري أن المشاورات بين الدول المنتجة للنفط من أجل تجميد مستويات الإنتاج (هو محاولة أولى للقيام بعمل منسّق). كما أشار التقرير إلى الوكالة تأمل أن يرتفع سعر برميل النفط إلى 50 دولارا أمريكيا مقارنة مع السعر الحالي البالغ 40 دولارا أمريكيا. وصعدت أسعار النفط بنسبة قاربت 2 بالمائة مساء أوّل أمس وسجّل الخام الأمريكي مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي بعد أن قالت وكالة الطاقة الدولية إن السوق وصلت فيما يبدو إلى القاع. وأضافت الوكالة أن إنتاج النفط خارج (أوبك) سيهبط بمقدار 750 ألف برميل يوميا العام 2016 وهو رقم يزيد حوالي 25 بالمائة عن تقديرها السابق البالغ 600 ألف برميل يوميا. وأنهت عقود البترول الجزائري (برنت) لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة 34 سنتا أو حوالي 1 بالمائة لتسجّل عند التسوية 40.39 دولارا للبرميل. وعلى مدى الأسبوع سجّلت مكاسب قدرها 4 بالمائة هي ثالث زيادة أسبوعية على التوالي فيما أغلقت عقود الخام الأمريكي مرتفعة 82 سنتا أو 2 بالمائة إلى 38.69 دولارا للبرميل بعد أن قفزت في وقت سابق من الجلسة إلى أعلى مستوى هذا العام عند 39.02 دولارا. وأنهت الأسبوع مرتفعة بنسبة 7 بالمائة في رابع أسبوع على التوالي من المكاسب. ولقيت السوق دعما أيضا من بيانات من شركة (بيكر هيوز) للخدمات النفطية أشارت إلى انخفاض عدد الحفّارات النفطية قيد التشغيل في الولايات المتّحدة للأسبوع الثاني عشر على التوالي ليصل إلى أدنى مستوى منذ عام 2009. وجاء تعافي الأسعار نسبيا بعد حوالي شهر من اجتماع الدوحة الذي ضمّ قطر السعودية روسيا وفنزويلا والذي أفضى إلى تسقيف الإنتاج بمعدل الإنتاج لشهر جانفي 2016 وهو القرار الذي دعّمته الإماراتالكويتإيرانالعراق السعودية نيجيريا ودول منتجة أخرى من خارج (أوبك). وأكّد عدد من الخبراء أن اتّفاق الدوحة الذي ضمّ كلاّ من قطر والسعودية وفنزويلا وروسيا لتثبيت أسعار النفط ساهم بشكل كبير في الارتفاعات التي شهدتها أسواق النفط مؤخّرا لافتين إلى أن أسعار برميل البترول ارتفعت من 25 دولارا إلى 40 دولارا للبرميل. وعبّرت الجزائر قبل اجتماع الدوحة عن أملها في اتّخاذ دول المنظّمة قرارا بخفض الإنتاج لزيادة الأسعار العالمية للنفط خصوصا مع تدنّي سعر البترول إلى مستويات قياسية تحت سعر الأزمة المقدّر ب 37 دولارا والذي أثّر سلبا على الوضع الاقتصادي للبلاد وأدّى إلى تراجع كبير في المداخيل من العملة الصعبة وتسجيل عجز في الميزان التجاري. معلوم أن الجزائر العضو في منظّمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) تعتمد على عائدات النفط والغاز بنسبة كبيرة في ميزانيتها كما أن المحروقات تمثّل نسبة 96 بالمائة من صادراتها لذا فإن المؤشّرات المنبئة بقرب انتهاء أزمة الأسعار ستثلج صدر الحكومة (المتقشّفة) والشعب المثقل بتدابير التقشّف.