ع· صلاح الدين أكّدت مصادر طبّية واستشفائية أن عشرات القتلى سقطوا في عدّة مدن تونسية على أيدي العصابات الملثّمة التي زرعت الرّعب في نفوس المواطنين، والتي تهاجم وتخرّب وتنهب الممتلكات الخاصّة والعمومية في ظلّ غياب كلّي لعناصر الشرطة الذين اختفوا بسرعة بعد رحيل بن علي خشية تعرّضهم لانتقام المواطنين· استغلّ ملثّمون غياب الشرطة وعدم كفاية عناصر الجيش لبسط الأمن على أرجاء تونس للقيام بتنفيذ اعتداءات خطيرة وأعمال سلب ونهب· وأوضحت مصادر محلّية أن العديد من الضحايا سقطوا في مدن مثل سوسةوالمنستيروبنزرت، علاوة على عشرات الجرحى على أيدي العصابات الملثّمة التي تتنقل في شتى أرجاء البلاد على متن سيّارات مدنية· وفي مدينة المنستير أجمع شهود عيان على أن ما لا يقلّ عن ثلاثين قتيلا سقطوا في حريق شبّ في أحد السجون بهذه المدينة الساحلية التي تبعد عن العاصمة التونسية بحوالي 170 كيلومتر، وأن أحداثا مماثلة وقعت في سجون كلّ من مدينتي بنزرت والمهدية· وأمام هذه الأوضاع المتردّية صرّح السيّد محمد الغنوشي بأن السلطات التونسية تبذل قصارى جهدها لوضع حدّ لهذا الانفلات الأمني واستعادة النّظام والأمن والسلم في ربوع البلاد، موضّحا أن القوّات المسلّحة التونسية رفقة عناصر الحرس الوطني (الدرك الوطني) تعمل دون هوادة بغية ضبط الأمن واستعادة الاستقرار، وأن حلّ هذه الأزمة يبقى على رأس أولويات السلطات التونسية· وفي سياق ذي صلة، أفاد مصدر مسؤول تونسي بأن عدّة عناصر تنتمي إلى عصابات ملثّمة ألقي القبض عليها من طرف أجهزة الأمن التونسي· وأوضح المصدرالمسؤول أن مصالح الأمن تفطّنت إلى وجود هذه العصابات التي قامت في عدّة مدن بعمليات التخريب والنّهب والإثارة لزرع الرّعب والهلع في نفوس المواطنين، وأنه تمّ القبض على العديد من أفراد هذه العصابات وصولا إلى استئصالهم نهائيا· ودعا المصدر المسؤول - الذي لم يكشف عن هويته - كلّ المواطنين التونسيين إلى التحلّي باليقظة والحذر والتعبئة والتجنّد مع قوّات الأمن ووحدات الجيش التونسي لحماية أرواحهم وممتلكاتهم، مؤكّدا أنه تمّ وضع رقم هاتفي (197) على ذمّة المواطنين للتبليغ عن كلّ الحالات الطارئة والاستثنائية أو أيّ تحرّكات لهذه العصابات الخطيرة، مبرزا أن قوّات الأمن والجيش ستسخّر كلّ إمكانياتها وطاقاتها لحماية المواطنين والممتلكات العمومية والخاصّة·