الحيوان الذي اتهم كذبا في إحدى قصص الأنبياء وهي قصة نبي الله يوسف عليه السلام وبرأه القرآن الكريم هو (الذئب). ذكر الذئب في سورة يوسف على لسان سيدنا يعقوب عليه السلام حينما قال لأولاده عندما كان يحذرهم من أخذ أخيهم يوسف للتنزه خشية عليه أنه صغير وقد يأكله الذئب. قال تعالى: {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ * قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ}.. [يوسف: 13 _ 14]. وحسب موقع المرسال فقد جاء الاتهام الكاذب للذئب على لسان أولاد سيدنا يعقوب مرة ثانية حين قالوا: {يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِن لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}.. [سورة يوسف: الآية 17] . قصة يوسف عليه السلام الذئب هو الحيوان الذي اتهم كذباً في قصة سيدنا يوسف. والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة يوسف. وتأتي قصة سيدنا يوسف في إنجاب سيدنا يعقوب عليه السلام لإثنى عشر ابناً ستة من زواجة واحدة بينما أربعة من زوجتين هما (زلفى وبلهة) واثنين من زوجته راحيل هما: يوسف بنيامين . توفيت السيدة راحيل وتركت أولادها يوسف وبنيامين صغاراً فكان يعقوب عليه السلام يحبهما ويعوضهما عن فقد الأم بالكثير من الحنان والاهتمام وكانت مشاعره في ازدياد لحبه إلى يوسف عليه السلام. بدأ الشيطان بالتوغل إلى إخوة يوسف فأثار غيرتهم من والدهم على أخوهم يوسف بينما لم يلتفتوا إلى أن حب والدهم ليوسف لم يمنعه من حبهم وأن المحبة هي خارجة عن وسع البشر. كما أنهم لم يلتفتوا إلى أنهم كبار وليسوا بحاجة إلى نفس الحنان والاهتمام عن هذين الصغيرين ولكن سوء الفهم وتزيين الشيطان مما جعلهم يخطئوا التقدير فحسدوا أخوهم وأقبلوا على أذيته. فقالوا: {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَال مُبِين }. ومن هنا أقبل أخوة يوسف إلى حيلة بأخذ أخوهم يوسف للتخلص منه وقد أستأذنوا والدهم في أخذه إلا أنه حذرهم من تركه أثناء اللعب والتنزه وقد يأكله الذئب. إلا أن أخوة يوسف تعهدوا بالحفاظ عليه وهم يضمرون الخيانة {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ}. وعادوا إخوة يوسف عشاء يبكون واختاروا العشاء لئلا يظهر تصنعهم للبكاء ثم اتهموا الذئب كذباً بأكل أخيهم عند عودتهم ليعقوب عليه السلام دون يوسف. قالوا: {يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِن لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ)}. وحينذاك كان أخوة يوسف قد تركوه في بئر على طريق القوافل في مكان مخفي منه بعيد عن الماء لعل أن تأخذه أي قافلة فيرتاحوا من حب أبيه له وبذلك يتخلصوا من أخيهم المحبب لوالدهم.