اعتداءات متواصلة تشعل كل أوروبا مسلمون في مواجهة الأحقاد العنصرية أصدرت منظمة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في أوروبا تقريرا حديثا عن تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في دول الاتحاد الأوروبي بعدما أصبح أفراد الجالية المسلمة يعيشون على وقع الاعتداءات الجسدية وخطاب الكراهية بشكل يومي وفق ما نشر موقع (دايلي صباح). وبين التقرير أن اعتداءات باريس 2015 وأزمة اللاجئين ساهمتا بشكل أساسي في ارتفاع ظاهرة الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية في أوروبا. وأظهر التقرير أن من بين الأسباب الكامنة وراء تطرف الشباب شعورهم بأنهم غير مرحب بهم وسط المجتمعات الأوروبية وخاصة الذين ولدوا وترعرعوا في أوروبا ولديهم جوازات سفر أوروبية. وأشار إلى أن الاعتداءات الجسدية واللفظية تجاه المسلمين سجلت تزايدا في دول غرب أوروبا التي عرفت هجمات إرهابية على عكس دول شمال أوروبا حيث لم تسجل ظاهرة الإسلاموفوبيا ارتفاعا مماثلا فيما تفاقمت ظاهرة الإسلاموفوبيا في دول شرق أوروبا بسبب اشتداد أزمة اللاجئين والمهاجرين في أوروبا. وأفاد إيناس بيراخ الذي أشرف على إعداد التقرير أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تزايدت بنسبة 500 في المئة في فرنسا بعد اعتداءات السنة الماضية. موضحا أن الأعمال المعادية للإسلام تبعث رسائل إلى المسلمين مفادها أنه (غير مرحب بهم) في الدول الأوروبية. وحول سبل التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا شدد بيراخ على أهمية تجريم هذه الظاهرة وضرورة تسجيل مراكز الشرطة والمنظمات القانونية للأعمال الإرهابية المعادية للإسلام غير أن (تصاعد الحركات اليمينية المتشددة في الاتحاد الأوروبي تعيق الاعتراف بظاهرة الإسلاموفوبيا أو حتى الإجماع عليها). ونوه بايراخ إلى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا المتزايدة وتكاثر أحياء الغيتوهات للأفراد المعوزين تتسبب في سقوط بعض الشباب في شباك التطرف والانضمام إلى تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى. تنامي الخطاب المعادي للإسلام وفي بريطانيا تستغل الأحزاب والمجموعات اليمينية المتشددة تفاقم أزمة اللاجئين في الاتحاد الأوروبي من أجل زيادة رصيدها عبر إذكاء الخطاب المعادي للإسلام وفق ما نشر موقع (وورد بالتان). وذكرت مديرة التحرير السابقة لجريدة (دو غارديان) البريطانية فيكتوريا إيكو أن (أنشطة هذه المجموعات تهدف إلى إثبات وجودها وتعزيز مكانتها من خلال نشر الأفكار المعادية للإسلام لكنني أعتقد أنها غير قادرة على استقطاب كثير من المواطنين). أما نائبة مدير منظمة (تيل ماما) المتخصصة في رصد ظاهرة الإسلاموفوبيا إيمان أبو عطا فترى أن (هذه المجموعات رغم قلة أعضائها توثق مظاهراتها بصور وأشرطة فيديو للنشر لاحقا على شبكة الأنترنت وجذب زيارات إلى مواقعها أو تبرعات مالية لمساعدتها). وأضافت أن (عصبة الدفاع الإنجليزي) وحزب (بيغيدا) الإنجليزي وحزب (الحرية البريطاني) ومجموعة (الدم والشرف) البريطانية والحزب القومي البريطاني كلها قد أظهرت قدرتها على إثارة أعمال الشغب والعنف في أكثر من مرة وكلها تدافع عن خروج بريطانيا من الاتحاد البريطاني وتزيد من الخطاب المعادي للإسلام مع استمرار وصول اللاجئين إلى بريطانيا). وأظهرت صفحات المواقع الاجتماعية لهذه المجموعات والأحزاب أن الخطاب المعادي للإسلام يستخدم كمحتوى بشكل متواصل لتسويق الخوف ونشر المشاعر المعادية للإسلام. وذكر الأستاذ ماتيو غودوين متخصص في شؤون الهجرة والحركات المتشددة في أوروبا بجامعة كينت البريطانية أن (هذه الحركات تعتمد على وسائل شبكة الأنترنت للترويج لنشاطاتها حتى أنها أصبحت وسيلة تواصل لا يمكنها التواجد من دونها).