نظمت جماعات يمينية متشددة مظاهرة معادية للإسلام والمسلمين وسط لندن ظهر أول أمس السبت احتجاجا على ما وصفته ب ''تعرض قيم وثقافة بريطانيا للخطر من قبل أقلية يحتقرون بريطانيا''، وذلك في إشارة إلى الجالية المسلمة· وجاب مئات المتظاهرين شوارع وسط لندن تحت إجراءات أمنية مشددة، وساروا من أمام البرلمان البريطاني ومقر رئاسة الوزراء وهم يحملون لافتات مناهضة للإسلام وأعلام رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية، وكذلك أعلام إسرائيل· واشتبكت الشرطة مع عناصر الرابطة بعد أن حاولوا مهاجمة محجبات مسلمات أمام مقر رئاسة الوزراء وهم يهتفون ''أيها المسلمون اخرجوا من شوارعنا''· واعتبرت الجماعات اليمينية أن كل طفل مسلم ولد في بريطانيا ويمتثل لتعاليم دينه بدقة من خلال تلقينه قانون الشريعة هو قنبلة موقوتة تهدد الأطفال البريطانيين، حيث يعتبر خطرا حقيقيا في المستقبل، على حد وصفهم· ودعت هذه الجماعات، من وصفتهم بالوطنيين الإنجليز، إلى التوحد في ظل ما اعتبروه اضطهاد الحكومة البريطانية لحقوقهم، بالدفاع عن الهوية الوطنية والحفاظ على ثقافة آمنة· وأعربت منظمات ومؤسسات وهيئات بريطانية عن قلقها الشديد لظهور حركات وجماعات متطرفة جديدة مناهضة للإسلام تحظى بدعم أحزاب سياسية وتجاهر بعدائها للإسلام والمسلمين· ونددت المبادرة الإسلامية في بريطانيا بالمظاهرات التي قامت بها رابطة الدفاع الإنجليزية، وطالبت المجتمع البريطاني بكل أطيافه بالوقوف في وجه من سمتهم النازيين الجدد واستفزازاتهم المتكررة للمسلمين· واعتبر الناطق باسم المبادرة الإسلامية محمد كزبر في تصريح لمصدر إعلامي، أن هذا العمل الاستفزازي من شأنه زيادة الكراهية والعنصرية ضد الجالية المسلمة في بريطانيا، وتعزيز ما بات يعرف بالخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)· ودعا كزبر إلى ضرورة العمل على تعزيز ثقافة التنوع الديني والعرقي والثقافي الذي يميز المجتمع البريطاني عن بعض المجتمعات الأوروبية الأخرى· وعلم مصدر إعلامي أن الجماعات المتشددة تقوم بتعبئة أنصارها لمواصلة المظاهرات والاحتجاجات في كل بريطانيا، مستهدفة مناطق البيض ومشجعي كرة القدم· وكانت رابطة الدفاع الإنجليزية قد نظمت مظاهرات سابقة في عدد من المدن تحوّلت جميعها إلى اشتباكات· وتهدف هذه الجماعة إلى صد ما تسميه ''الإسلام المتطرف'' ومنع بناء المساجد، وتطالب علنا بإغلاق المراكز الإسلامية وإنهاء القوانين المعتمدة على الشريعة في بريطانيا·