قبل نحو شهرين من الانتخابات البريطانية المقبلة شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرة حاشدة تندد بتصاعد العنصرية والتيارات المعادية للهجرة والمهاجرين وتنامي ظاهرة التخويف من الإسلام في المجتمع البريطاني وتبني بعض السياسيين خطابا عنصريا لحشد أصوات الناخبين. احتشد المتظاهرون في شارع إكسفورد سيركوس وسط لندن، تلبية لدعوة (تحالف أوقفوا الحرب) ومجموعة (قفوا ضد العنصرية) منددين بتنامي ظاهرة العداء للمسلمين، والتوجه اليميني والسياسات العنصرية التي يدعو لها (حزب الاستقلال) البريطاني ضد المهاجرين وبعض الجماعات القومية التي تناصب المسلمين العداء. ورفع المتظاهرون شعارات ترفض الإسلاموفوبيا، وتدعو وسائل الإعلام إلى وقف التحريض ضد المسلمين، كما نددوا بوزيرة الداخلية البريطانية التي تسعى لسن قوانين جديدة تحد من الهجرة وتضيق على الحريات وعلى المهاجرين، ونال زعيم حزب الاستقلال اليميني نايجل فراج النصيب الأكبر من التنديد لمواقفه ودعايته الانتخابية التي تعادي الهجرة والمهاجرين. ويسعى المتظاهرون لإيصال صوتهم المعارض للسياسات الحكومية التي تتجه نحو سن تشريعات جديدة لتقليص الهجرة والتضييق على المهاجرين، كذلك تأكيد تضامنهم مع المسلمين الذين يتعرضون لحملات تشويه واتهامات في وسائل الإعلام اليمينية، ومن ثم جاءت المظاهرة مع اقتراب الانتخابات العامة البريطانية التي يحاول فيها حزب الاستقلال اليميني الفوز بمقاعد في البرلمان مستخدما دعاية انتخابية تتوعد بتقليص عدد المهاجرين والحد من امتيازاتهم، بينما اتهم رئيس الحزب المسلمين أكثر من مرة بأنهم سبب من أسباب تقويض استقرار المجتمع البريطاني. * رسائل رغم الحضور العربي الضعيف، إلا أن المسلمين من أصول إفريقية وآسيوية حضروا بشكل كبير، كما طغى الحضور البريطاني والأوروبي على المظاهرة. وقالت هانا سيل من (تحالف قفوا ضد العنصرية) إنهم جاءوا (لإرسال رسالة لكل الأحزاب الرئيسية البريطانية بأن عليهم إيقاف حملتهم ضد المهاجرين والكف عن تحميلهم مسؤولية الأزمة الاقتصادية). وترى سيل أن (السبب الرئيسي للانتكاسة هم الأثرياء وأصحاب البلايين الذين لا يشعرون بمعاناة البريطانيين أو المهاجرين)، ودعت إلى الاتحاد في الانتخابات القادمة من أجل إسقاط السياسيين الذين يدعمون هؤلاء الأثرياء. وأرجعت تصاعد الإسلاموفوبيا إلى (سياسات الحكومة التي تغزو بلدان المسلمين وتخوض حروبا في العراق وأفغانستان غير عابئة بالرفض الشعبي. فهي التي تزيد كراهية المسلمين للغرب وتذكي ظاهرة الإسلاموفوبيا ضد من تغزوهم، والمجتمع البريطاني يعارض هذه السياسات، ويقف ضد الإسلاموفوبيا وضد الأحزاب العنصرية). من جهته، قال عمر الحمدون رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا إنه جاء للوقوف ضد العنصرية وأي شكل من أشكال التمييز ضد المسلمين وكل مكونات المجتمع البريطاني، وأضاف أن رسائل من شاركوا في المظاهرة (تتمثل في أن المجتمع البريطاني متعدد الأديان والعرقيات والخلفيات كما تعبر عن الاتحاد ضد كل أشكال العنصرية، خاصة ما يتعرض له المسلمون من هجمة واسعة واتهامات، والجميع متحدون في هذه التظاهرة من أجل السلام وتحقيق القبول والتعايش بين الجميع). أما صلاح هوتيم من كلية البحوث الإسلامية الذي شارك في المظاهرة مرتديا قميصا يحمل عبارات السلام وتدعو إلى توضيح رسالة الإسلام الحقيقة، فقال إنه قام بتوزيع منشورات (تشرح الإسلام الحقيقي)، مؤكدا ضرورة مشاركة المسلمين في مثل هذه النشاطات ضد العنصرية.