ملف المتعاقدين يخرج عن سيطرة بن غبريط ** النواب يُطالبون بفتح حوار مع سلال والمحتجون يستنجدون بالرئيس الكنابست يدخل على الخط ويقرر الاحتجاج دخلت المدرسة الجزائرية نفق أزمة خطيرة في ظل (تعفن) ملف الأساتذة المتعاقدين الذي عجزت وزيرة القطاع عن إيجاد العلاج الشافي له في الوقت الذي دخل نقابيون على الخط وقرروا شلّ المدارس تضامنا مع (المتعاقدين) الذين يواصلون تضييق الخناق على عنق المسؤولة المباشرة عن القطاع. ويبدو أن قضية الأساتذة المتعاقدين قد خرجت فعليا عن سيطرة وزيرة التربية نورية بن غبريط وإلا فكيف نفسر إصرار نواب برلمانيين على تدخل الوزير الأول عبد المالك سلال لفتح حوار مع ممثلي الأساتذة المحتجين في بودواو هؤلاء الذين فقدوا الثقة أيضا في مسؤولي الوزارة وفي الحكومة كذلك وطالبوا بتدخل رئيس الجمهورية شخصيا لإدماجهم في سلك التعليم دون مسابقة. دعت المجموعة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية بالمجلس الشعبي الوطني الوزير الأول عبد المالك سلال للإسراع بإيجاد حل جذري لقضية الأساتذة المتعاقدين المضربين عن الطعام في ساحة الصمود بمنطقة بودواد. وأوضح النائب لخضر بن خلاف في تصريحات نقلتها -العربي الجديد- امس أن نواباً ينتمون لجبهة العدالة والتنمية وهم حسان عريبي وخالد تزرارت ونعيمة ماجر زاروا ساحة الصمود حيث يضرب أكثر من ثلاثة آلاف معلم متعاقد والتقوا رئيس اللجنة الوطنية للأساتذة المتعاقدين سعيدي بشير وممثلي بعض نقابات عمال التربية لبحث سبل حل الأزمة في ظل فشل الوزارة في تسوية مطلب المتعاقدين. وأكد بن خلاف أن النقاش الذي دار بين النواب والمضربين أفضى إلى الاتفاق على تقديم واقتراح بدائل لإنهاء الإضراب وهي المقترحات التي قدمها النواب إلى الحكومة من أجل حملها على التدخل ووقف ما أسماه -الانتحار البطيء- الذي يقوم به نحو 2500 متعاقد عبر إضراب عن الطعام يدخل يومه السادس والذي جاء بعد مسيرة طويلة من مدينة بجاية الى مدينة بودواو بعد منعهم بالقوة من الدخول إلى الجزائر العاصمة. ومن البدائل التي قدمها نواب جبهة العدالة والتنمية إدماج 24 ألف أستاذ متعاقد عن طريق مراحل وليس دفعة واحدة على أن تعطى الأولوية للأساتذة ذوي الخبرة والتجربة التي تفوق العشرة أعوام في قطاع التعليم. وأضاف بن خلاف بأن ممثلي الأساتذة وافقوا على هذا المقترح ما دام يحل المشكلة تدريجيا . كما اقترح النواب تأجيل مسابقة توظيف الأساتذة المقررة في نهاية شهر أفريل الحالي وطالبوا الوزير الأول بفتح حوار مع ممثلي الأساتذة المتعاقدين بعد أن فقد المعنيون الثقة بوزيرة التربية نورية بن غبريط وانقطاع حبل الحوار مع ممثلي الوزارة الرافضة للإدماج المباشر والتي طالبتهم بإجراء المسابقة مع احتساب ست نقاط عن سنوات الخبرة. وعلى الأرض يواصل الآلاف من الأساتذة المتعاقدين إضرابهم عن الطعام بعد فشل لقاءات ممثليهم بمسؤولين من وزارة التربية ونقل العشرات منهم إلى المستشفى بعد تدهور حالتهم الصحية فيما أصر العديد من المحتجين على تدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيا لحل هذا الملف لأنه خرج عن سيطرة الحكومة -حسبهم-. من جهة أخرى قررت نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الكنابست الإضراب ليوم واحد في 13 أفريل الحالي بالتزامن مع اعتصامات محلية أمام مديريات التربية للتضامن مع الأساتذة المتعاقدين الذين طالبوا بالإدماج وعدم إجراء المسابقة التي فتحتها وزارة التربية لتوظيف 28 ألف أستاذ.