في حين تزايد عدد عناصر الشرطة خوفا من أي انزلاق ** واصل الأساتذة المتعاقدون المرابطون بمدينة بودواو في بومرداس أمس الأربعاء إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث على التوالي ما تسبب في تسجيل 19 حالة إغماء في صفوفهم في انتظار أن تستجيب الوصايا لمطالبهم في الوقت الذي تزايد فيه عدد عناصر الشرطة المطوقين للمكان خشية وقوع أي انزلاقات. ودخلت مسيرة الكرامة للأساتذة المتعاقدين أمس يومها الحادي عشر على التوالي دون أن يتوصلوا إلى اتفاق مع وزارة التربية التي اكتفت بدعوتهم للمشاركة في مسابقة توظيف الأساتذة ومنحهم الأولوية باحتساب سنوات الخبرة المهنية بناء على مفاوضات مديرية الوظيف العمومي وهو الاقتراح الذي تم رفضه من طرف المحتجين الذين قرروا الدخول في إضراب عن الطعام دخل يومه الثالث ما تسبّب في تسجيل 19 حالة إغماء بسبب التعب والإرهاق اللذين نالا منهم فضلا على الأمطار التي هطلت على مدار يومين كاملين ومن بين المصابين المكلف بالإعلام باللجنة الوطنية (بشير سعيدي) الذي نقل على جناح السرعة إلى عيادة حمدي سليمان ببودواو. ويعد قرار الإضراب عن الطعام الذي قرر المعتصمون إعادة هيكلته وتنظيمه أمس الورقة الأخيرة التي يلعبون عليها للضغط على بن غبريط وإجبارها على اتخاذ قرار الإدماج المباشر في الوقت الذي شهدت فيه المسيرة هبة شعبية من سكان البلديات التي مرت بها مسيرة الكرامة حيث قاموا بدعم الأساتذة بالأغطية والمواد الغذائية والماء الشروب في حين لا يزال الهلال الأحمر الجزائري يدير ظهره للحالات الإنسانية. وعرفت المسيرة دعم السياسيين وممثلي الشعب الذين زاروا المحتجين في بودواد لإبداء دعمهم ومؤازرتهم لمطالبهم الشرعية على غرار النائب عن جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي الذي قام بزيارة تفقدية مساء يوم الثلاثاء ألقى خلالها تساءل فيها عن محل إعراب النقابات على رأسهم نقابة سيدي السعيد التي أدارت ظهرها للأساتذة المتعاقدين والمستخلفين عوض الدفاع عن حقوقهم لأنه من غير المعقول -حسبه- أن يوظف أستاذ عن طريق عقد عمل منذ سنة 1999 أي 17 سنة عمل متواصل دون انقطاع يجد نفسه رهين المسابقات للظفر بمنصب شغل ثابت. وتعهد عريبي بأن يتصل شخصيا بالوزير الأول عبد المالك سلال لإطلاعه على الواقع المر الذي يعاني منه الأساتذة المضربين عن الطعام داعيا اياهم على التزام السلمية وعدم السماح بتسييس قضيتهم حتي تتفادى البلاد التخلاط والفوضى. ويفترش الأساتذة المضربون عن الطعام جزء من طريق يحيط به السكان الأوراق الكرطونية وعدد من الأغطية التي منحها إياهم مواطنون الذين لم يبدوا إلى حد اليوم انزعاجهم من تواجد المحتجين حيث يقضي المضربون معظم أوقاتهم بالمكان بترديد شعارات (لا خضوع لا رجوع الإدماج حق مشروع) و(الجوع ولا الرجوع). وجدد الأساتذة نداءهم للسلطات العليا في البلاد للتدخل و(إنصافهم) في مطلبهم الذي اعتبروه (شرعيا) وفي ظل استمرار التقلبات الجوية لا يزالون متمسكون بالظفر بحقوقهم. إيداع شهادة العمل ضمن ملف مسابقة الأساتذة بدءا من الأحد كشفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة أن الشروع في إيداع شهادات العمل الخاصة بالأساتذة المتعاقدين على مستوى مراكز إيداع وتجميع ملفات الترشح في مسابقة توظيف الأساتذة سيكون ابتداء من يوم الأحد المقبل. وفي تصريح للصحافة على هامش الندوة الوطنية لمديري التربية خصّصت للتحضير لمسابقة توظيف الأساتذة وللإمتحانات الوطنية أكدت السيدة بن غبريط أنها أعطت تعليمات لمديري التربية لتسهيل عملية سحب شهادات العمل بالنسبة للأساتذة المتعاقدين والشروع في سحبها بصفة استعجالية ابتداء من اليوم بغرض السماح لكل مترشح بإضافة هذه الوثيقة ضمن ملف الترشح كوثيقة رسمية تثبث خبرتهم. وأضافت أن دائرتها الوزارية التزمت بفضل القرار الهام الذي اتخذته المديرية العامة للوظيف العمومي بتثمين الخبرة للأساتذة المتعاقدين على العمل لضمان كل الظروف المواتية التي تسمح بتطبيق هذا القرار. وعلى ضوء هذا القرار دعت السيدة بن غبريط مديري التربية على المستوى المحلي بتحضير شهادات العمل الخاصة بالأساتذة المتعاقدين بعد الموافقة عليها من طرف مديري التربية. وقالت (بدوره الأستاذ المتعاقد المترشح للمسابقة يقوم بإيداع هذه الشهادات ابتداء من يوم الأحد المقبل على مستوى المراكز المخصصة للتسجيل في مسابقة التوظيف وتجميع الملفات). واعتبرت أن هذه العملية التي سيتجند لها يوميا كل إطارات القطاع ستسمح بضمان نجاح التحضيرات للمسابقة التي تجري هذه السنة في (ظروف خاصة) كما تسمح بمكافحة البيروقراطية وتحسين الخدمة العمومية.