عنف ورصاص لطرد اللاجئين من الداخل والخارج ** فجرت مظاهرات حركة بيغيدا اليمينية المتطرفة جدلا سياسيا حول اللاجئين في ألمانيا وتفاقم الموقف مع تزايد عمليات إحراق مراكز لجوء والاعتداءات التي رافقتها على لاجئين في هايدنوا وفرايتال وكلاوسنيتز ومؤخرا في مدينة باوتزن والأمر امتد ليشمل الدول الأوروبية المجاورة وكل أوروبا والعالم فعدوى العنصرية سرعات ما اشتعلت وفضحت الأحقاد الدفينة بحيث سقطت أقنعة حقوق الإنسان وطفت الكراهية على الألسن وعلى الأيدي فكانت الكارثة ! ق.د/وكالات تغيرت أمور كثيرة منذ الصيف الماضي في ألمانيا وقتها شاهد العالم صور آلاف الألمان وهم يستقبلون لاجئين في محطات القطار ومخيمات اللجوء رافعين لافتات كتب عليها بالإنجليزية (مرحبا باللاجئين) لكن اليوم -وبعد مضي ستة أشهر- يبدو أن الترحيب الألماني صار مشهدا من الماضي. وفاقم الموقف ما حدث في باريس وبروكسل من هجمات إلى جانب الاعتداءات الجنسية لمهاجرين شباب في رأس السنة في كولونيا وخلفت هذه الحوادث مجتمعة آثارا سلبية على الطرفين. فهل يعني ذلك أن ثقافة الترحيب في ألمانيا تقترب من نهايتها؟ وهل شارف المناخ السياسي في ألمانيا على التغير مثلما حدث في البلدان المجاورة؟ الآراء تتباين بشأن الموضوع يقول عمدة مدينة لايبزغ بوركهاردت يونغ لموقع الكاثوليكيين الألمان مطلع هذا الشهر أكاد لا أستطيع تحمل ما حصل في مقاطعة سكسونيا وهذا الأمر ينطبق على مدينتي أيضا . في المقابل أقرّ غيورغ كريمر رئيس الجمعية الكاثوليكية الخيرية كاريتاس في حوار أجرته معه صحيفة تاتس بوجود (استعداد كبير لقبول اللاجئين وفي المقابل كانت هناك رغبة عالية لصد كل ما هو غريب). ويضيف (لا يزال هناك إقبال كبير على مساعدة اللاجئين تماما كما كان عليه الوضع في الصيف الماضي بيد أن الإعلام ركز تغطيته في البداية بشكل أحادي على ثقافة الترحيب بينما ينصب التركيز اليوم أكثر على الأحداث المرعبة). جمعية (موابيت هيلفت) البرلينية هي الأخرى تعاني من هذا الأمر إذ أطلقت الجمعية في رسالة مفتوحة نداء استغاثة وجاء فيها: (متطوعو موابيت هيلفت صاروا ضحية لكافة أشكال الشتم والتهديدات من طرف النازيين الجدد). لكن الأمر لا يقتصر في الأغلب فقط على التهديدات ففي مدينة براندنبورغ -القريبة من برلين- تعرضت حافلة زوجين يعملان على مساعدة اللاجئين إلى الحرق. هجوم بالحجارة وفي مقاطعة (سكسونيا أَنْهَالْت) تم الهجوم على موظفي الجمعية الإغاثية التقنية بالحجارة أمام مخيم لإيواء اللاجئين. هذا ما دفع المستشارة أنجيلا ميركل إلى دعوة ممثلين عن جمعيات خيرية إلى مقر المستشارية ببرلين وتحدثت معهم عما يشغلهم وقالت إن مهمة اندماج الوافدين الجدد يجب أن تأخذ وزنا أكبر الآن في ظل تراجع دخول اللاجئين إلى ألمانيا. دعوة ميركل للتركيز أكثر على اندماج اللاجئين هي رسالة شكر لجهود متطوعي فيدينغ هيلفت لكن المساعِدة إينا طالبت أيضا بمزيد من الحماية من اعتداءات اليمين وتقول إنّ من يرغب في الإدماج والترحيب عليه ألا ينسى أيضا المتطوعين. قمع ورصاص في مقدونيا الأمر لا يقتصر على ألمانيا فالعدوى أصابت كل الدول الأوروبية تقريبا فلقد قالت منظمة أطباء بلا حدود إن 260 شخصا أصيبوا جراء إطلاق الشرطة المقدونية الرصاص المطاطي والغاز المدمع على جموع من اللاجئين كانوا يحاولون اقتحام الأسلاك الشائكة على الحدود اليونانية المقدونية. وانتقد متحدث باسم الحكومة اليونانية مهاجمة الشرطة المقدونية اللاجئين ووصفه بالتصرف الخطير والبائس في مواجهة أشخاص ضعفاء لا مبرر لاستخدام القوة معهم. وأضاف المتحدث باسم منسقي الهجرة في الحكومة اليونانية جورج كيريتسيس إن استخدام القوة في التعامل مع اللاجئين أمر غير مقبول ونحن نحث السلطات في جمهورية مقدونيا على تفهم المخاطر المحتملة التي قد تنتج عن استخدام العنف ضد اللاجئين والمهاجرين . من جانبه أكد الضابط في وزارة الداخلية المقدونية طوني أنغيلوفسكي إصابة 15 من أفراد الشرطة جراء الصدامات مع اللاجئين مشيرا إلى أنهم اضطروا لاستخدام غازات مدمعة تجاه اللاجئين. وأضاف أن السلطات المقدونية رفعت عدد القوات الأمنية على حدودها مع اليونان بهدف منع اللاجئين من العبور إلى بلاده مشددا على أن اللاجئين اجتازوا الحدود منساقين وراء إشاعات عن فتح الحدود. ويعاني زهاء 12 ألف لاجئ في مخيم إدومني -أغلبهم ممن وصل قبل سريان الاتفاق التركي الأوروبي الأخير- ظروفاً معيشية صعبة وينتظرون منذ أكثر من شهر ونصف الشهر فتح حدود دول البلقان للعبور منها إلى أوروبا. وينفذ الاتحاد الأوروبي اتفاقا مع تركيا يتعين من خلاله على أنقرة استعادة جميع اللاجئين الذين يدخلون اليونان بشكل غير نظامي وفي المقابل سيستقبل الاتحاد الأوروبي آلاف اللاجئين السوريين من تركيا مباشرة وسيمنحها مساعدات مالية ويمنح مواطنيها حق السفر إلى دوله دون تأشيرة دخول ويسرع وتيرة محادثات انضمام أنقرة إلى عضويته. وزير يوناني يعلن عنصريته علنا في الاثناء حذر وزير يوناني امس الاثنين من احتمالية انتشار التوجه الراديكالي بين المهاجرين الغاضبين العالقين في مخيم ايدوميني للاجئين على الحدود المقدونية. وقال نيكوس توسكاس وزير اليونان لحماية المواطنين لشبكة سكاي اليونانية الأخبارية ما نراه اليوم هم مجاهدون في المستقبل مضيفاً أنه يتعين على السلطات أن تبحث بدقة طريقة تعاملها مع الموقف. ومن ناحية أخرى تراجعت أعداد المهاجرين القادمين من تركيا لليونان بصورة كبيرة في أعقاب التوصل لاتفاق بين أنقره والاتحاد الأوروبي بشأن إعادة المهاجرين غير الشرعيين.