نجاح الأطفال المتمدرسين هو حلم كل الأولياء خاصة المتعلمين الذين يحرصون على متابعة أبنائهم خطوة خطوة منذ السنوات الأولى لتعليمهم، بغية نجاحهم وحصولهم على نتائج مرضية، إلا أن هناك أولياء يتشددون مع أبنائهم ولا يعجبهم تراجع نتائجهم ولو لمرة واحدة، فيكون العتاب واللوم والعقاب هو جزاء الابن أو الابنة الذين أبانوا تذبذبهم لمرة واحدة على الرغم من إثبات جدارتهم واجتهادهم في العديد من المرات، وتُشدّد معهم لهجة العقاب ومنهم من وصلوا حتى إلى معايرتهم ومقارنتهم بأقرانهم الذين يثبتون نجاحهم في كل المرات مما أدى إلى تدهورهم نفسيا وصحيا وزاد من تذبذبهم الدراسي. نسيمة خباجة يقول المثل الشائع »إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده« فوجب على المرء اتخاذ الأمور وفقا لنصابها وحدودها المعقولة، وإلا انقلبت بالسلب ذلك ما هو جار مع بعض الأولياء اللاهثين وراء إنجاح أبنائهم بالضغط الشديد الذي ينقلب بالسلب على أبنائهم، ويؤدي إلى تدهورهم وتذبذبهم بدل نجاحهم، فيحطمون أبناءهم بأيديهم، فمنهم من أصبح يعاني من تعقيدات صحية ونفسية بعد أن تشدد أولياؤه في معاملته فيما يخص الدراسة، فيرون أن الناجح يبقى ناجحا في كل الأوقات ويمنع عنه التراجع ولو لمرة، وبذلك يحكمون عليه بالفشل بعد حصوله على نقطة متدنية ولو في مادة واحدة ويعاتبونه بلهجة شديدة بدل مواساته وتشجيعه على العمل والاجتهاد في المرات القادمة. ويجهل العديد من الأولياء طرق معاملة أبنائهم المتمدرسين مما أدى إلى تدهورهم وتذبذبهم، ومنهم من وصل إلى حد كره الدراسة بعد أن أثبت تفوقه في العديد من المرات، إلا أن العتاب المتزايد أدى إلى كرهه للدراسة. وعن هذا حدثتنا إحدى المعلمات في الطور الابتدائي قالت إنه بالفعل هناك أولياء شاركوا في تحطيم أبنائهم بعد أن أظهروا الكثير من القسوة في عتابهم، فيحكمون على التلميذ بالفشل لمجرد حصوله على علامة غير مرضية مرة واحدة على الرغم من إثبات جدارته في العديد من المرات، وقالت بحكم خبرتها المهنية إن هناك العديد من المتفوقين يظهرون تخوفهم من أوليائهم بعد حصولهم على نقطة تحت المعدل، وقالت إنه في إحدى المرات أصيبت إحدى تلميذاتها بإغماء خوفا من أمها التي تعايرها وتقارنها بابنة جارتها مما أدى إلى تأزم الحالة النفسية للتلميذة، وأضحت تعاني حتى من عوائق صحية تزامنا مع الامتحانات. وأضافت محدثتنا أن التلميذ النجيب لا يكون في كل مرة كذلك ومن الممكن تذبذبه في بعض الأحيان، وذلك ليس بدليل على فشله كونه يتدارك الأمر في مرات لاحقة إلا أن هناك أولياء لا يعون ذلك ويقسون على التلميذ، وهناك من لحق بهم الأمر حتى إلى ضربهم ضربا مبرحا مما أدى إلى كره العديد من التلاميذ للدراسة بعد أن تسببت لهم في مشاكل مع أهلهم، وعلى الأولياء الاعتدال والكف عن تشديد اللهجة مع أبنائهم والحكم عليهم بالفشل لمجرد رسوبهم في مادة واحدة وتفادي التعنيف معهم لأن تلك الطرق لا تؤدي إلا إلى هلاك التلميذ وتدهوره دراسيا ونفسيا وصحيا، لاسيما وأن هناك تلاميذ لا يتقبلون الفشل ولو لمرة واحدة، وما يزيد من تأزم الوضع هو المعاملة السيئة التي يحظون بها من طرف أوليائهم، فوجب التخلي عن تلك المعاملة القاسية التي وصلت إلى حد إقدام بعض المتمدرسين على وضع حد لحياتهم، والحوادث التي تقع هنا وهناك أكبر دليل على ذلك، آخرها كان إقدام أحد الأطفال والذي لا يتعدى سنه 11 سنة في إحدى ولايات الوطن على وضع حد لحياته شنقا خوفا من عقاب أوليائه بعد حصوله على نتائج غير مرضية.