يواجه بعض الأولياء مع بداية الدخول المدرسي من كل سنة مشاكل مع أبنائهم البالغين من العمر خمس سنوات وذلك بسبب رفض اغلب المؤسسات إدماجهم في الأقسام التحضيرية على الرغم من إتمامهم السن القانونية، ذلك ما يؤرقهم كثيرا لاسيما وان المؤسسات التربوية تضع في حساباتها من تجاوزوا خمس سنوات بشهور ليقع الآخرون في نفس المشكل في السنة القادمة فالقسم التحضيري لم يعد من حق من بلغ خمسة أعوام بل وجب أن يتخطاها ببعض الشهور قد تقلُّ أو تكثر حسب ما أكده الأولياء. ذلك ما اجبر بعض الأمهات على التفكير في إدماجهم برياض الأطفال أو المساجد لعدم تضييع خطوة مهمة تؤهِّلهم للتجاوب مع الجو الدراسي والتعوُّد عليه. ويعد الطور التحضيري طورا منفصلا عن السنة الأولى ابتدائي بل هو مدعّم لها اقترحته الوزارة الوصية منذ سنوات إلا أن تطبيقه كان بصفة تدريجية ولم يعمم على اغلب المؤسسات وارتأت الوزارة أن يكون إلزاميا مع مرور الوقت وتوفر الإمكانيات، واستحسن جل الأولياء تلك الخطوة ورأوا فيها الحل الذي يغنيهم عن إدماج أبنائهم بالروضات الخاصة وإثقال كاهلهم بميزانيتها وضربوا عصفورين بحجر واحد بعد أن يستفيد الطفل من التحضير النفسي والتعود على المدرسة من خلال الطور التحضيري. إلا أن تلك الخطوة لم يستفد منها كل الأطفال ولم يكن الحظ مع بعضهم رغم بلوغهم السن القانونية للالتحاق بذلك الطور الهام الذي يؤهل التلميذ للدراسة ويعوِّده على الجو الدراسي، ذلك ما استنكره بعض الأولياء الذين التقيناهم بمحاذاة المؤسسات التربوية صبيحة الدخول المدرسي وكلهم طمع في إدراج أبنائهم البالغين من العمر خمس سنوات بذلك الطور الهام، إلا أنهم صدوا ببعض المؤسسات التي اشترطت إتمام خمس سنوات وبعض الشهور خلافا للسن الذي يشترطه الإدراج بالطور. اقتربنا من بعض النسوة اللواتي كن برفقة أطفالهن فاظهرن غضبهن من الصد الذي قابلنه على مستوى بعض المؤسسات. تقول السيدة "م" التي كانت برفقة ابنها الذي أتم خمس سنوات في شهر جويلية الماضي أن ملف ابنها قوبل بالصد كونها لم تمر فترة طويلة على بلوغه تلك السن وهي رأت أنها ليست بحجة فمن حقه الاستفادة من الإدراج بذلك الطور بعد أن أتم السن الخامسة، ومصيره أن يتعطل في السنة القادمة أين سيبلغ الست سنوات ويكون أهلا للإدماج في السنة الأولى ابتدائي، وتساءلت: أين هي الفائدة من إدراج ذلك الطور في ظل الشروط التعجيزية التي تفرضها بعض الإدارات لأسباب تخرج عن إرادتنا ولكون ابني ولد في شهر جويلية دون غيره من الشهور؟ وأضافت أن إدارة تلك المؤسسة أخبرتها أن الحظ سيكون مع ابنها في حالة شغور الأمكنة، وعدم التحاق من تجاوزوا السن الخامسة بأشهر وقاربوا سن السادسة، وقالت أنها لم تفهم شيئا من هذا الخلط الحاصل والمتعلق بالطور التحضيري وتساءلت: بأي حق تعطى الفرصة لطفل ويُحرم منها طفل آخر؟ وناشدت الوزارة الوصية أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار. ولفك اللغز الحاصل اقتربنا من مديرة إحدى الابتدائيات بالعاصمة والتي قالت إن التعليم التحضيري غير إجباري على الرغم من مساعي الوزارة الهادفة إلى تعميمه على الأطفال البالغين من العمر خمس سنوات بالنظر إلى أهميته الكبرى في تحضير الطفل فكريا وذهنيا وتعويده على الجو الدراسي، وفي ظل التوافد الكبير للأولياء وعجز بعض المؤسسات عن استقبال العدد الهائل منهم، وضعت الوزارة مقاييس لرفع اللبس حيث تتم عملية التسجيل حسب تسلسل الأشهر إلى غاية بلوغ العدد المحدد الذي يقترن بعدد الأفواج والأقسام المتوفرة، إذ يحتوي كل قسم تحضيري على 25 تلميذا حسب ما حددته الوزارة. وعلى الرغم من عدم إلزامية تلك السنة التحضيرية إلا أن الأولياء رأوا في تفويتها تمييزا لأبنائهم عن غيرهم من الأطفال لاسيما في ظل بعض التلاعبات التي تطبع بعض المؤسسات، ووجدوا الحل في المساجد ورياض الأطفال التي ادمجوا بها أطفالهم لتحضيرهم من جهة ورفع الغبن عنهم وإحساسهم بالتمييز والمفارقة لاسيما وأنهم بلغوا السن القانونية التي يشترطها ذلك الطور.