منظمات تتهم اليونان بسجن آلاف اللاجئين القصر ** تتواصل أزمة اللاجئين السوريين عبر العالم فلقد وجد السوريون أنفسهم مجبرين على دفع فاتورة الحرب مرات متكررة مرة في سوريا ومرة في رحلة الموت ومرة أخيرة عندما تبخرت أحلامهم في حدود أوروبا وفي ملاجئها التي تحولت إلى سجون حتى للأطفال ! ق. د/وكالات كشفت أسبوعية دير شبيغل الألمانية أن منظمتين دوليتين تعملان في مجال مساعدة اللاجئين اتهمتا اليونان بسجن أعداد كبيرة من اللاجئين الأطفال والقصر الذين وصلوا أراضيها بلا مرافق بسبب عجزها عن توفير أفراد لرعايتهم. وذكرت المجلة نقلا عن منظمة (أنقذوا الأطفال) العالمية والمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن الحكومة اليونانية تحتجز اللاجئين القصر من غير أسر أو معيل في سجونها أو مراكز شرطتها نتيجة امتلاء 477 من دور رعاية الأحداث الموجودة في البلاد عن آخرها باللاجئين من هذه الفئة وعدم وجود عدد كاف من الموظفين والعاملين لرعاية اللاجئين الصغار خارج دور الرعاية الممتلئة. وحسب دير شبيغل فإن المفوضية الأممية السامية للاجئين تقدر أن أكثر من ألفي لاجئ قاصر بغير مرافق قد وضعتهم اليونان في السجون لكن المتحدث باسم منظمة (أنقذوا الأطفال) في اليونان عماد عوني ذكر للمجلة أن هذا الرقم يقل بكثير جدا عن العدد الحقيقي للقصر المحتجزين لأن السلطات اليونانية تسجل اللاجئين الناشئة من غير أسرة أو أقارب عند وصولهم باعتبارهم أشخاصا بالغين. وأوضح عون أن الحالة الصحية لطالبي اللجوء الصغار محزنة وخطرة والكثير منهم أصبحوا مرضى بسبب التردي الكبير لأوضاع مراكز الشرطة والسجون اليونانية المحتجزين فيها. 88 ألفا بأوروبا وتزامن كشف مجلة دير شبيغل عن هذا الموضوع مع كشف إحصائية رسمية للجهاز المركزي الأوروبي للإحصاء (يوروستات) أن عدد القاصرين الذين وصلوا أوروبا بغير مرافق وتقدموا بطلبات لجوء فيها تضاعف العام الماضي أربع مرات بالنسبة لأعدادهم عام 2014 وبلغ 88.3 ألف قاصر. وأوضحت الإحصائية أن 91 من هؤلاء اللاجئين الذين وصلوا دول الاتحاد الأوروبي بغير رفقة من الأسر أو الأقارب وأعمارهم تحت 18 عاما هم من الذكور والبقية من الإناث وأشارت إلى أن 51 من اللاجئين في هذه المرحلة العمرية المبكرة وفدوا من أفغانستان و16 من سوريا. وأشارت إحصائية يوروستات إلى أن 57 من اللاجئين القاصرين بدول الاتحاد الأوروبي عام 2015 في سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة ونوهت بتقدم 35 ألف طفل وقاصر بلا مرافق بطلبات لجوئهم العام الماضي في السويد و16 في ألمانيا و10 في المجر. نقطة تحول ! في الأثناء أعلن جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية في تصريحات نُشرت أمس السبت أن أزمة المهاجرين في أوروبا تشهد (نقطة تحول) بفضل اتفاق مع تركيا بوقف عدد الوافدين الجدد والذي بدأ يُظهر نجاحه. وبموجب اتفاق تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي وافقت تركيا على المساعدة في وقف وصول المهاجرين غير الشرعيين إلى القارة الأوروبية مقابل التعجيل بمحادثات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وتحرير التأشيرات وتقديم دعم مالي. وقال يونكر لمجموعة (فنك ميديا): (الاتفاق الذي بدأ سريانه الشهر الماضي مكّن أوروبا بالفعل من التحكم في تدفق المهاجرين بشكل أفضل). وأضاف (إننا في نقطة تحول والاتفاق مع تركيا بدأ يكون له أثر وعدد المهاجرين يتراجع بشكل كبير). وأوضح أنه ما زالت هناك حاجة لحدوث انخفاض كبير في الأعداد قبل إعلان انتهاء المشكلة مشيراً إلى أن الاتفاق أعطى الاتحاد الأوروبي فرصة للمناورة لتوفير نظام لجوء عادل وفعال على المدى المتوسط. وتواجه أوروبا أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية بعد تضاعف التدفق التقليدي للمهاجرين من أفريقيا بسبب اللاجئين الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وأغلق الاتفاق الطريق الرئيسي الذي عبر من خلاله مليون مهاجر بحر إيجه إلى اليونان العام الماضي ولكن يُعتقد أن طرقاً جديدة ستظهر عبر بلغاريا أو ألبانيا مع استئناف المعابر من البحر المتوسط إلى إيطاليا من ليبيا. وانتقد يونكر قرار بناء سياج بين اليونان ومقدونيا. وقال: (لا أتفق مع الرأي القائل إن هذا السياج أو بناء أسيجة في أوروبا بشكل عام يمكن أن يسهم بأي شيء لحل أزمة اللاجئين على المدى البعيد). وأردف (الأسيجة يمكن أن تمنع اللاجئين من التحرك ولكن لا يوجد سياج ولا جدار عال بما يكفي لمنع هؤلاء الأشخاص من القدوم إلى أوروبا عندما يفرون من الحرب والعنف في أوطانهم).