تأجيل فضيحة تزويد المؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت بمواد غير صالحة ** رشاوي وصلت إلى 50 ألف أورو لإبرام صفقات مشبوهة مع تونسيين ويونانيين ** أرجأت محكمة جنايات العاصمة أمس البت في ملف الفساد الذي طال المؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت على خلفية تلقي مديرها خ.سعيد رشاوي تتراوح ما بين 10 آلاف و50 ألف أورو من شركة تونسية وأخرى يونانية من اجل إبرام عقود لتزويد المؤسسة الوطنية بالتبغ ومواد التغليف مخالفة لدفتر الشروط خلال الفترة الممتدة مابين 2005 و2012 وهذا إلى تاريخ الرابع جويلية القادم لاستدعاء الشهود والخبير. ويتابع في الملف عضو مجلس المديرين المدعو خ.س والمدير التجاري بالشركة التونسية للتغليف العصري إضافة إلى كل من مسؤول الشركة اليونانية ميشاليداس أليكسوندروس المدعو ألكسندرو ومسؤولة الشركة اليونانية غليو ديس دوروثيا المتواجدين في حالة فرار وهما محل أمر بالقبض الدولي حيث يواجه المسؤول الجزائري تهما ثقيلة تتعلق بالرشوة استغلال النفوذ قبول أو طلب بشكل مباشر أو غير مباشر مزية غير مستحقة وفقا لما ينص عليه قانون الوقاية من الفساد ومكافحته وتبييض الأموال فيما يواجه المموّنون الأجانب تهم منح موظف مزية غير مستحقة استغلال النفوذ الاستفادة من سلطة وتأثير أعوان المؤسسات العمومية من أجل الزيادة في الأسعار أو من أجل التعديل لصالحهم في نوعية المواد أو التموين. وقائع الفضيحة تعود إلى تاريخ 14 مارس 2013 عندما تلقت مصالح الشرطة القضائية التابعة للمصلحة الإقليمية للاستعلام والأمن معلومات مفادها تعاطي عضو مجلس المديرين المدعو خ.سعيد رشوة من متعاملين اقتصاديين أجانب ممونين للشركة الوطنية للتبغ والكبريت تتراوح ما بين 10 آلاف أورو إلى 50 ألف أورو مقابل إبرام عقود لتزويد الشركة بمادة التبغ ومواد التغليف خلال الفترة الممتدة من 2005 إلى غاية سنة 2012 مقابل حصولهم على الصفقات عن طريق تزويدهم بالمعلومات المتعلقة بمخططات احتياجات الشركة ومن خلال التدخل على مستوى لجان الصفقات الخاصة بالشركة لإصدار تعليمات كتابية وشفوية لتغيير معايير المواد التي يقدمون فيها عروضا. ليتم توقيف المتهم الذي حجز بمنزله على مبالغ معتبرة بالعملات الأجنبية تمثلت في 189.200 أورو 20.100 دولار أمريكي 41610 درهم إماراتي 102 ريال قطري 170 دينار تونسي إضافة إلى مبلغ بالعملة الوطنية يصل إلى 1263.000 دينار معظمها من عائدات الرشاوي التي تلقها مقابل تصنيع تبغ فاسد وتحويله للمستهلك الجزائري. 50 طنا من التبغ الأسود الفاسد استهلكها الجزائريون ومن بين الصفقات التي طالها التدليس مناقصة وطنية ودولية بتاريخ 20 ديسمبر 2011 متعلقة بشراء المواد الأولية للتبغ الأبيض والأسود حيث تقدمت لهذه المناقصة 13 شركة دولية منها الشركتان اليونانيتان ولدى تقييم العروض من قبل اللجنة التقنية تم إقصاء 5 عيّنات للتبغ بسبب عدم حصولها على النقطة المطلوبة بخصوص نسبة النيكوتين التي كانت مخالفة للنسبة المحددة في الملحق التقني لدفتر الشروط غير أن المتهم قام بإصدار لائحة بتاريخ 27 جوان 2012 تتعلق بتغيير إجراءات فحص عينات التبغ وإلغاء نقطة نسبة النيكوتين في نوعية تبغ سكومي من أجل إعادة النظر في قرار اللجنة وذلك من أجل قبول عينات التبغ للشركتين اليونانيتين اللتين فازتا بالصفقة من أجل تموين الشركة الوطنية ب50 طنا من التبغ الأسود بمواصفات غير مطابقة لدفتر الشروط. ومقابل ذلك أخذ المتهم رشاوى بمبالغ خيالية حيث تلقى على دفعات من مسؤول الشركة اليونانية المدعو ألكسندرو مبلغا يقدر بحوالي 167.400 أورو. كما تلقى رشوة من عند مسؤولة الشركة اليونانية غليو ديس دوروثيا بمبلغ يقدر بحوالي 110 ألف أورو بينما قبض رشوة من الممثل التجاري للشركة التونسية ستيم المسمى ع.محفوظ بمبلغ قدره 30 ألف أورو وذلك بالجزائر العاصمة فرنسا اليونان وإيطاليا مع تحويل جزء من الأموال إما لحسابه المفتوح بالقرض الليوني بباريس أو إلى حساب صديقيه المقيمين بفرنسا المدعو م. ر و ح.ك . وبينت تحريات المحققين أن المتهم استغل الأموال التي تحصل عليها أيضا في شراء مسكن بالتعاونية العقارية لطفي ببلدية بوزريعة في العاصمة باسم زوجته مع حجز ثلاث شقق بموجب تسبيقات مالية بمحجرة الحمامات ضمن تعاونية عقارية وقد زود المتهم الذي يملك حسابا بنكيا بوكالة البنك الخارجي الجزائري عميروش به 43 ألف أورو حساب زوجته المفتوح بصندوق التوفير والاحتياط بمبلغ 6 ملايين دينار وشراء سيارة لها ذات دفع رباعي سنة 2011 بل قضى وأفراد عائلته عطلتي الصيف لسنوات 2007 2008 2009 لمدة 8 أيام باليونان حيث تكفلت إحدى الشركتين اليونانيتين بتذاكر السفر والإقامة والتأشيرة.