من الفلوجة إلى الموصل.. المأساة تتمدد ** يشهد العراق بكل أطرافه مواجهات عنيفة بين جماعات مسلحة على اختلاف أطيافها ومذاهبها وفي وسك هذه المعارك التي أغرقت العراق في فتن متعاقبة يبقى الأبرياء من المدنيين الضحية الأولى لهذه الحرب الغامضة ! ق. د/وكالات أفاد مسؤولون بقوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق بأن مواقع تابعة لهم بعدد من محاور القتال تعرضت وابتداءً من فجر أمس الأحد 29 ماي إلى هجمات شديدة من قبل مسلحي تنظيم (داعش) قبل أن ترد عليها القوات الكردية بهجوم واسع في محور (الخازر) غربي مدينة أربيل بقيادة مباشرة من رئيس الإقليم مسعود البارزاني. وقال قائد الوحدات الخاصة التابعة لقوات البشمركة اللواء عزيز ويس في تصريح صحافي إن هجوم قوات البشمركة المضاد على (داعش) في محور الخازر الواقعة غربي مدينة بدأ صباح الأحد ويشرف على الهجوم رئيس الإقليم والقائد الأعلى للبشمركة مسعود البارزاني. وكشف أن الهجوم في محور الخازر يهدف إلى إبعاد أي تهديد على حدود محافظة أربيل حيث يعمد مسلحو (داعش) إلى إطلاق قذائف مدفعية بين حين وآخر على بلدة (خبات) نحو 30 كم غرب أربيل. ويعد هجوم محور الخازر لقوات البشمركة الأوسع من نوعه حيث تهاجم القوات الكردية بعناصر قوامها خمسة آلاف مقاتل ووفقاً لقادة ميدانيين في البشمركة فإن الهجوم حقق تقدماً لعدة كيلومترات بعد تلقي الدعم الجوي من طائرات التحالف الدولي. وأسفر الهجوم في محور الخازر عن طرد مسلحي (داعش) من قرية (زارخاتون) و(المفتي) والاشتباكات تدورعند قريتي وردك وتل الأسود اللتين تبعدان نحو 20 كم عن مدينة الموصل المعقل الرئيسي ل(داعش) بالعراق. وكان مسلحو داعش قد قاموا بمهاجمة مواقع البشمركة ابتداء من الساعة الثانية والنصف من فجر أمس الأحد بالتوقيت المحلي في محور مخمور وبعد انتهاء الهجوم جددوا المحاولة في المحور ذاته الساعة الثالثة والنصف. وشن المسلحون هجوماً ثالثاً على محور (الكوير) وقال قائد في البشمركة بمحور مخمور إن المسلحين المهاجمين خلفوا وراءهم جثث 19 من مقاتليهم. في السياق ذاته تعرض محور غرب كركوك إلى هجوم من قبل مسلحي (داعش) استعمل فيها ثلاث آليات مفخخة دون أن ينجح بتحقيق تقدم. وتعد محاور الخازر ومخمور والكوير وهي تحيط بمحافظة أربيل من جهتي الغرب والجنوب من أنشط المحاور حيث تتعرض لهجمات من قبل مسلحي داعش أكثر من أي محور آخر فضلاً عن تعرض قوات البشمركة فيها إلى قصف بواسطة القنابل المعبأة بالغازات السامة والتي أدت إلى سقوط العديد من عناصر البشمركة. مفوضية اللاجئين تحذر من جهتها حثت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين طرفي الصراع في الفلوجة على تجنيب المدنيين واقعا مرا ودعتهما إلى استثناء الممرات الآمنة المفترضة من أي قصف أو استهداف ووردت أنباء عن سقوط المزيد من المدنيين داخل الفلوجة (69 كلم غرب بغداد) فيما يستمر استقبال العائلات النازحة من الفلوجة وضواحيها إلى مخيمات تديرها منظمات دولية. ودعت مفوضية اللاجئين القوات الحكومية وتنظيم الدولة إلى تجنيب المدنيين في الفلوجة المعارك الدائرة بينهما وقال المتحدث باسم المفوضية محمد أبو عساكر إن الأوضاع مأساوية داخل الفلوجة التي تضم أكثر من خمسين ألف شخص ما زالوا عالقين. وأضاف أبو عساكر في مقابلة مع الجزيرة أن هناك نقصا كبيرا في المواد الغذائية والصحية والمياه الصالحة للشرب داخل الفلوجة. الممرات الإنسانية ووفق المتحدث باسم الهيئة الأممية فإنه رغم تحديد الحكومة العراقية أربعة ممرات إنسانية لخروج النازحين من الفلوجة غير أنها ليست آمنة من القصف وأضاف أنه لم يخرج من المدينة سوى ثمانمئة شخص لحد الآن. أسرة نازحة من ضواحي الفلوجة وصلت إلى مخيم عامرية الفلوجة جنوبالمدينة (المجلس النرويجي للاجئين) ووردت أنباء عن سقوط مزيد من الضحايا المدنيين داخل الفلوجة جراء القصف الجوي والمدفعي المكثف. وأشار أبو عساكر في نشرة الجزيرة إلى أن نازحي الفلوجة يصلون إلى المخيمات في مناطق العامرية والخالدية والرحبانية بعد مسيرة مشي تستمر يومين في الليل. وقد أقامت مفوضية اللاجئين مخيما يؤوي حاليا الثمانمئة عائلة التي نزحت وطاقته الاستيعابية تناهز ألف عائلة وسيتم افتتاح مخيمين إضافيين في الأيام القليلة الماضية وفق المتحدث باسم المفوضية الذي قال إن الأخيرة تتوفر على مخزون من المواد الغذائية وغير الغذائية لاستقبال عشرة آلاف نازح. وشدد أبو عساكر على أن التحدي الأكبر هو إمكانية خروج سكان الفلوجة من المدينة إلى المخيمات وتجنب القتال الدائر بين القوات الحكومية وتنظيم الدولة. وتوقع المتحدث أن يزداد الوضع الإنساني في الفلوجة سوءا في الأيام القليلة المقبلة إذا لم تتوقف المعارك الجارية. مخيمات النازحين ويقول المدير القُطري للمجلس النرويجي للاجئين في العراق نصر مفلحي إن مخيم عامرية الفلوجة جنوبالمدينة يستقبل المئات من العراقيين النازحين من ضواحيها والذين يوجدون في حالة إرهاق ويعانون من سوء تغذية. وأضاف المجلس أن مخيم العراق بعامرية الفلوجة أصبح يستوعب أكثر من مئتي عائلة نازحة وهي الطاقة القصوى له وقد تم افتتاح مخيم الفلوجة الجديد يوم السبت بجانب المخيم الأول لاستيعاب المزيد من العائلات القادمة. ووفق المجلس النرويجي للاجئين فإن أكثر الأسر التي نزحت من ضواحي الفلوجة إلى مخيم النازحين منذ ال21 من ماي الحالي كانت من مناطق أجميلة (59) والبوحاتم (52) والسجر والكرمة (51) والبويوسف (45). وبدأت القوات العراقية الإثنين الماضي تنفيذ عملية واسعة لتحرير مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ جانفي 2014.