إعدامات جماعية للفارين واعتقالات بالجملة ** استنكر زعماء قبليون عراقيون أمس السبت عمليات الإعدام الجماعي التي نفذتها مليشيا (الحشد الشعبي) بحق مدنيين فارين من القتال الذي تشهده مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار معتبرين أنّ انتهاكات المليشيا شوّهت الانتصارات التي حققتها القوات العراقية. ق. د/وكالات أكّد عضو مجلس شيوخ بلدة الكرمة (20 كيلومترا شرق الفلوجة) عبد الرحمن الجميلي أمس السبت أنّ شهادات النازحين الناجين أثبتت تورط عناصر مليشيا (الحشد الشعبي) بعمليات إعدام جماعي طاولت عددا من أبناء البلدة. وبيّن الجميلي أن أبشع تلك العمليات كانت بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق 17 رجلاً وطفلاً تمكنوا من عبور المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة (داعش) باتجاه القوات العراقية ومليشيا (الحشد). وأوضح أنّ (تكرار مثل هذه الجرائم سيؤثر على سير المعارك وقد يؤدي إلى تأجيل حسمها) مؤكّداً أنّ عشائر الكرمة أبلغت القوات العراقية عدم ترحيبها بمشاركة المليشيات في القتال منذ الأيام الأولى لانطلاق معركة الفلوجة. بدوره أكّد عضو مجلس العشائر المتصدية ل(داعش) محمد الحلبوسي أنّ نشر صور الاعتقالات التي يتعرض لها الأبرياء على يد مليشيا (الحشد الشعبي) والإعدامات الجماعية أمور تضعف المعركة. وبيّن الحلبوسي خلال حديثه أنّ اشتراك المليشيات في معركة تحرير الفلوجة أضر كثيراً بسير المعركة وشوّه الانتصارات التي حققتها القوات العراقية ومسلّحي العشائر. وأظهرت وسائل إعلام محلية شهادات لمواطنين رووا فيها تعرض المدنيين الفارين من مناطق شرق الفلوجة إلى عمليات إعدام جماعي على يد عناصر مليشيا (الحشد). وكشف رئيس (ائتلاف متحدون) ونائب رئيس الجمهورية السابق أسامة النجيفي يوم الجمعة عن تسجيل حالات خطف وإعدام جماعي خلال عملية تحرير الفلوجة محمّلاً رئيس الحكومة حيدر العبادي مسؤوليّة إدارة المعركة في المدينة. قلق أميركي واتهام لحكومة العبادي من جهتها أعربت الخارجية الأميركية عن قلقها إزاء تقارير أشارت إلى ارتكاب الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي انتهاكات في الفلوجة. يأتي ذلك في ظل بث ناشطين صورا جديدة تظهر إهانة هذه المليشيات المدنيين النازحين من محيط الفلوجة ووسط اتهامات لحكومة حيدر العبادي بانتهاك القوانين الدولية المتعلقة بالصراعات المسلحة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن واشنطن تتواصل مع الحكومة العراقية بخصوص تقارير الانتهاكات في الفلوجة مؤكدا التزام بلاده تجاه المدنيين في الفلوجة ودعم القوات الأمنية العراقية عبر الضربات الجوية والمعلومات الاستخباراتية والمشورة العسكرية والمعدات. وأظهرت صور جديدة بثها ناشطون إهانة المليشيات المدنيين النازحين من محيط الفلوجة بضربهم وإجبارهم على التلفظ بعبارات مهينة بحق أنفسهم. وأعدت قناة أي بي سي الأميركية تقريرا استقصائيا عما سمتها فظائع القوات العراقية والمليشيات في الفلوجة واصفة إياها ب(الألوية القذرة والأيادي غير النظيفة) التي تحارب تنظيم الدولة في العراق. ويأتي هذا في وقت شنّ العبادي حملة ضد وسائل إعلام عربية متهما إياها بالتحريض على (الفتنة) خلال تغطية أحداث الفلوجة.