أشارت تقارير إلى ارتكاب الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية انتهاكات في الفلوجة، مما أثار قلقاً على السكان السُّنة في المدينة التي تشهد معاركاً تهدف لاستعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). يأتي ذلك في ظل بث ناشطين صوراً جديدة تظهر إهانة هذه الميليشيات المدنيين النازحين من محيط الفلوجة ووسط اتهامات لحكومة حيدر العبادي بانتهاك القوانين الدولية المتعلقة بالصراعات المسلحة، حسب ما نقل موقع "الجزيرة نت"، السبت. وأعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها إزاء هذه التقارير. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، إن واشنطن تتواصل مع الحكومة العراقية بخصوص تقارير الانتهاكات في الفلوجة، مؤكداً التزام بلاده تجاه المدنيين في الفلوجة ودعم القوات الأمنية العراقية عبر الضربات الجوية والمعلومات الاستخباراتية والمشورة العسكرية والمعدات. وأظهرت صور جديدة بثها ناشطون إهانة المليشيات المدنيين النازحين من محيط الفلوجة بضربهم وإجبارهم على التلفظ بعبارات مهينة بحق أنفسهم. وأعدت قناة "أي بي سي" الأمريكية تقريراً استقصائياً عما سمتها فظائع القوات العراقية والميليشيات في الفلوجة، واصفة إياها ب"الألوية القذرة والأيادي غير النظيفة" التي تحارب تنظيم "داعش" في العراق. ويأتي هذا في وقت شنّ فيه العبادي حملة ضد وسائل إعلام عربية، متهماً إياها بالتحريض على "الفتنة" خلال تغطية أحداث الفلوجة.
مسؤولية العبادي من جهة أخرى، ندد رئيس ائتلاف "متحدون" أسامة النجيفي بالانتهاكات التي ترافق عمليات استعادة محيط الفلوجة، مطالباً رئيس الوزراء العبادي بتحمل المسؤولية. وقال النجيفي، إن الواقع يشير إلى أن عمليات استعادة محيط الفلوجة من تنظيم "داعش" رافقتها انتهاكات غير مقبولة وعمليات خطف وإعدام جماعي لا تقرها القوانين ولا الأخلاق. وأضاف النجيفي في بيان، أن هذه الانتهاكات تقوم بها جماعات مسلحة تعمل خارج السيطرة وتهز مصداقية القائد العام للقوات المسلحة (العبادي)، حيث لم يَجرِ تحقيق مع من قام بهذه الأفعال. وحمّل البيان العبادي مسؤولية محاسبة من وجد في معركة الفلوجة "فرصة لإنزال العقوبات بالأبرياء"، مبيناً أن لهذه الأفعال تأثيراً على المعارك القادمة في الموصل والحويجة. انتهاك القانون الدولي وفي السياق قال مدير المركز الوطني للعدالة محمد الشيخلي، إن حكومة العبادي والميليشيات المسلحة انتهكت القوانين الدولية المتعلقة بالصراعات المسلحة، وانتهكت الكرامة الإنسانية للفارين من مناطق الصراع. ومن أربيل، قال رئيس شبكة منظمات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط حسين الشطب لقناة الجزيرة القطرية، إن أهالي الفلوجة يدفعون ثمن الصراعات السياسية، موضحاً أن عناصر من ميليشيات الحشد يرتدون ملابس القوات الحكومية ويستخدمون كافة أنواع الأسلحة - بما فيها المحظورة دولياً - لارتكاب الانتهاكات. وأكد الشطب، أن المعلومات التي تردهم تؤكد وقوع انتهاكات وإعدامات ميدانية في حق الأهالي، وأنهم يوثقون هذه الجرائم ويعملون على إيصال التقارير إلى المنظمات الدولية. وتتواصل انتهاكات الميليشيات في الفلوجة، في وقت دعت المرجعية الشيعية العليا في العراق، أمس (الجمعة)، القوات المسلحة والحشد الشعبي لحماية المدنيين وعدم التعرض لهم أثناء المعارك في الفلوجة. وحذر عبد المهدي الكربلائي وكيل المرجع الشيعي علي السيستاني في خطبة الجمعة من "سفك دماء الأبرياء" من الشيوخ والنساء والأطفال أو التعرض لممتلكاتهم أو التمثيل بجثث القتلى. وقد أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، الجمعة، عن نزوح 868 أسرة من الفلوجة ومحيطها مع اشتداد المعارك هناك بين القوات العراقية مدعومة بميليشيات الحشد الشعبي وبين تنظيم "داعش"، في ظل مخاوف على مصيرهم مع توالي التقارير عن انتهاكات يتعرض لها بعض النازحين على يد الميليشيات.