مطالبة بتحديد الخسائر المادية والمسؤول عن سوء تسيير القطاع ** شهدت الجزائر في الأيام الأخيرة تذبذبا في شبكة الإنترنيت أعادت بالذاكرة العطب الذي أصاب الكابل البحري بعرض سواحل ولاية عنابة العام الماضي ما أدخل الجزائر في عزلة عن العالم الخارجي هذه الانقطاعات المتكررة للانترنيت قادت وزيرة البريد وتكنولوجيات الاتصال هدى فرعون للمساءلة البرلمانية. وجّه النائب عن جبهة العادلة والتنمية حسن عريبي سؤال كتابي للوزيرة فرعون حول انقاطاعات الانترنيت التي فضحت - حسبه- تخلف قطاع الاتصالات بالجزائر وسوء طريقة تسييره حيث طالبها بالرد على جملة من الانشغالات أبرزها تحديد المسؤول عن انقطاع الانترنيت وما هي الخسائر المالية الحقيقية التي تكبدتها خزينة الدولة؟ ولماذا لم تبادر الوصايا بفتح تحقيق في أسباب التأخر في ربط الجزائر بكابل الانترنت القادم من فالنسيا بإسبانيا وصولا إلى وهران والذي كان من المنتظر دخوله حيز الخدمة منذ سنوات بدل من إصرارها على التحقيق حول من قام بإتلاف الكابل الذي يربط عنابة بمرسيليا؟ وتساءل عريبي عن سبب تأخر الوزارة وتهربها من إنشاء مؤسسة عمومية ثانية للاتصالات تكون منافسة للمؤسسة الحالية اتصالات الجزائر كون المنافسة تحقق التفوق؟ ومتى ستقدم خدمات أفضل لكل التجمعات السكانية وترشيد التسيير لمؤسسة اتصالات الجزائر في توفير خدمة الانترنت لعدد كبير من مختلف كل جهات الوطن؟ مطالبا في السياق ذاته بفتح تحقيق حول قيام مؤسسة اتصالات الجزائر بالتوزيع الغير العادل لمحطات الجيل الرابع على الولايات؟ ومتى سيكون موعد مباشرة هذا التحقيق؟ إلى جانب تحديد الإجراءات العملية الاستعجالية التي ستتخذها والوصايا لرفع هذه النقائص وتداركها ومن ثم ضمان ترتيب جيد للجزائر عالميا في ميدان التحكم في تكنولوجيا الإعلام والاتصال؟. وكشف ممثل الشعب انه اضطر إلى استفسار الوزيرة هدى فرعون حتى لا تتكرر الغيبوبة التي دخلها قطاع الاتصالات في بلادنا لمدة 06 أيام كاملة والتي دوخت الدولة والمواطن على حد سواء بسبب العطب الذي أصاب الكابل البحري بعرض سواحل ولاية عنابة في العام الماضي والذي يربط الجزائر بالقارة الأوروبية وبالتحديد بمرسيليا مما حرم مؤسسة اتصالات الجزائر من 80 بالمائة من قدرة عرض النطاق الترددي الدولي الخاص بها الذي يمر عبره كابل SMWE4 وفضح الطريقة البدائية التي يسير بها هذا القطاع الحساس والاستراتيجي والذي لا يزال جد متأخر مقارنة بباقي الدول التي كانت إلى عهد قريب تصنف من الدول النامية والمتخلفة وهاهي اليوم تنافس وتتفوق على الجزائر من حيث تسيير والتحكم في تكنولوجيا الاتصالات. وأكد عريبي أن التخريب الذي تعرض له الكابل البحري للإنترنت كشف عن التأخر الكبير لوزارة البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال وكذا المديرية العام لمؤسسة اتصالات الجزائر العمومية في تنفيذ وإنجاز مشاريعها التي لازال عدد منها ما بين متأخر وعالق خاصة المشروع الذي ظل مجسدا على الورق منذ سنوات والخاص بربط الجزائر بكابل الانترنت الثالث انطلاقا من فالنسيا بإسبانيا وصولا إلى وهران في وقت اعلنت فيه الوزيرة عن التحضير لانطلاقه بداية شهر نوفمبر المقبل دون محاسبة المتسببين في هذا التأخير كأنها تنتظر تدخل الجزائر في عزلة تامة عن العالم الخارجي حتى تسرع من وتيرة مشاريع الوزارة والشركة العمومية وبخاصة مشروع الكابل الذي سيربطنا بفالنسيا الإسبانية؟ وتساءل عضو جبهة الدفاع الوطني كيف لدولة بترولية كالجزائر ونحن في سنة 2015 لا تزال مربوطة بخطين للانترنت ولا تتخذ احتياطاتها اللازمة؟ ولماذا لم تستغل البحبوحة المالية لتطوير هذا القطاع الحساس على غرار تونس المربوطة بعدد هائل من خطوط الإنترنت؟ موضحا أن الأعذار التي ظلت تطلقها كل من وزيرة البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال وكذا المدير العام لمؤسسة اتصالات الجزائر منذ انقطاع شبكة الإنترنت أي خلال الآونة الأخيرة لا تكفي ويجب أن يقابلها اعترافهما وإقرارهما بالفشل الذريع ومن ثم إقالتهما ومحاسبة كل من تسبب في الكارثة الأخيرة للإنقطاعات التي ألحقت خسائر بملايير الدينارات للخزينة العمومية وأدخلت البلاد في عزلة عن العالم الخارجي فالجزائر ونظرا لمكانتها إفريقيا وإقليميا وعالميا وموقعها الإستراتيجي لا يشرفها أن تحتل المرتبة 131 عالميا في ميدان استغلال تكنولوجيا الإعلام والاتصال أي بعد دول إفريقية ك مالي وأثيوبيا والغابون وهي الدول التي قامت سلطات الدولة الجزائرية قبل أشهر بمسح ديونها لدينا.