لقد صار المواطنون يعانون كثيرا من بعض قباض التذاكر الذين لا يعيدون الصرف، أو يتباطئون في اعادته لزبائنهم، وهو الأمر الذي يثير قلق البعض من الزبائن، خاصة وانه لا قابض التذاكر ولا الراكب يستذكر ذلك الصرف بعد أن ينزل الركاب في المحطة، او كثيرا ما ينسى هؤلاء ذلك. هو الأمر الذي قد يتعمده بعض قباض التذاكر، والذين لا يعيدون الصرف إلى الزبائن، ليس لأنهم لا يملكونه، ولكن يعمدوا إلى أن ينسى الزبون ذلك، فيذهب دون أن يأخذ صرفه وقد لا يعود، خاصة إن لم يتذكر إلا بعد زمن، او لم يذكر الحافلة التي صعدها او إن كان يقطن في مكان بعيد، كل هذا يجعل قابض التذاكر يطمع في الاحتيال على الركاب، لكن بعض هؤلاء المسافرين، وبعد أن يتذكروا أنّهم نسوا الصرف عند قابض التذاكر، لا يكتفون بانتظاره، ومطالبته بإعطائهم الصرف، ولكن يحدثون شجارا معه، خاصة إن كانوا قد استقطعوا من وقته الكثير في انتظار مجيئه، وهو الموقف الذي شاهدناه في محطة شوفالي، حيث وما توقفت حافلة لنقل المسافرين، حتى تقدم موطن من قابض التذاكر، وطالبه بالصرف، ولكن الآخر أنكر انه له عنده شيئاً، فلم يجد المواطن نفسه إلاّ وهو ينهال عليه ضربا ولطما، فراح الركاب يحاولون الحيلولة بين الاثنين، ولكن دون الجدوى، إلى أن سقطت من قابض التذاكر بعض الصرف، وحمل المواطن بعض النقود، ربما تكون حقه فقط، وذهب لشأنه. أما المواطنون فاستنكر بعضهم الموقف، لكن آخرين قالوا بان قباض التذاكر يستحقون مثل هذا الدرس لكي لا يحتالوا على الناس من جديد، تقول السيدة فتيحة: "بعض قباض التذاكر يتناسون عمدا الصرف، ولا يعيدونه للمواطنين، وهو ما حدث معي، حيث منحت احد هؤلاء ورقة ألف دينار، ولكنه احتفظ بها، إلى أن نزلت من الحافلة، فتذكرتها، فكنت مجبرة على انتظر إلى الغد حتى أطالبه بها، وعندما فعلت أنكر انه فعل، واتهمني بالكذب، بل وزاد على ذلك بان أهانني وسط الناس واتهمني بمحاولة سرقته بافتعال هذه "القصة"، وأقول لكم انه فعل ذلك عمدا، لأنني عندما نزلت من الحافلة نظر إلي وظلّ يترقب، أما أنا فلم أدر سبب نظراته لأني كنت نسيت أمر الصرف نهائيا، وعندما لم أطالبه به، صمت ولم يتحدث". أما عماد فيقول حول الموضوع: "ما وقع لي كان مع قابض تذاكر لم يعمل إلا يوما واحدا، وهو ما أكده لي صاحب الحافلة، وبعض زملائه، والذين قالوا لي انه ليس قابض تذاكر ولكن عمل عوض صديق له، و قد سرق مني صرفاً بقيمة خمسمائة دينار، ويبدو انه تعمد ذلك، خاصة وأنني لم أكن الوحيد، حيث قال لي سائق الحافلة أنه فعل نفس الشيء بركاب آخرين، وانه سيتحدث معه ما أن يلتقيه، ولكن السائق مع ذلك لم يشأ أن يعوضني مع أن الحافلة حافلته، وهو السبب بما انه وظف أشخاصاً غير موثوق بهم، بل لصوص كذلك".