تسلم في هذه الأيام ومنذ حوالي شهرين على مستوى الحافلات بطاقات يجهل الكل الفحوى منها، لاسيما وأنها تفتقد للتوضيحات، بحيث يسلمها القابض إلى المسافرين دون أية تفسيرات ذلك ما جعل الكثير من كبار السن وحتى الصغار يجهلون الهدف من تلك التذاكر، إلا أنهم لا يجدون بديلا إلا بالاحتفاظ بها، وقد أثارت تلك البطاقات جدالا واسعا على متن حافلات النقل العمومي »اتوسا« لاسيما وأنه لم يتبع ذلك الإجراء - تسليمها من طرف القابضين - أي ومضات إشهارية تبين الهدف من تسليمها إلى المسافرين، لاسيما وأن الكل يتصفحها دون أي جدوى، ومنهم من ظن أنها تدخل في إطار السلامة المرورية تبعا لعبارة »حزام الأمن يضمن سلامتكم« المدونة على واجهتها، ذلك ما جعل الكل يبحثون عن استفسارات لتلك التذاكر إلا أنهم لم يجدوا آذانا صاغية تجيب عن تساؤلاتهم المتعددة. على الرغم من التكنولوجيات التي دخلت على جل الميادين في الجزائر إلا أن انعدام التدقيق فيها ونقص المتخصصين في شرحها هدّم نوعا ما الهدف من تلك التقنيات المستحدثة، ذلك ما يحدث في هذه الأيام على مستوى حافلاتنا العمومية »اتوسا«، بحيث تفاجأ كل المسافرين بتلك البطاقات البيضاء التي توزع عليهم كلما ركبوا الحافلة من طرف القباض، إلا أن الغموض الحاصل حال دون معرفة الغاية الحقيقية من تلك التذاكر، لاسيما وأن القباض يوزعونها على المسافرين ويلتزمون الصمت ولا يزودوهم بأي شروحات، فما كان على المسافرين إلا الاحتفاظ بها خاصة كبار السن، ومنهم من ظن أنها ستكون عوض التذاكر بعد دفع الثمن خاصة وأن تلك البطاقات هي حاملة لأرقام وعبارات يصعب فهمها حتى من طرف المتعلمين فما بالنا بالنسبة لمحدودي المستوى. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المسافرين على مستوى بعض محطات العاصمة فوجدناهم يحملون تلك البطاقات، ومنهم من وجد نفسه يخرجها بعد وصوله إلى محطة النزول ظنا منه أن استظهارها واجب عند مغادرة الحافلة، وهناك من فضل التخلص منها مباشرة بعد مغادرة الحافلة في ظل جهله لفحواها، وبذلك كان تسليمها من طرف القباض كعدم تسليمها خاصة بعد إلقائها في الأرض من طرف جل المسافرين. قال جمال الذي كان يحملها وملامح الاستغراب تملأ محياه إنه يحتار لأمر هؤلاء القباض الذين يوزعون تلك البطاقات دون تزويد المسافرين بأية معلومات، وحتى ولو كانت فإنها لا تكون بالقسط المطلوب، وتكون جزئية لإسكات المسافرين وإيقاف ضجيجهم مما يجعلهم يتخلصون منها مباشرة بعد مغادرتهم الحافلة في ظل جهلهم الهدف الأساسي منها، لاسيما الشيوخ الذين اختار بعضهم إظهارها قبل النزول، ومنهم من احتفظ بها مع حمله العديد من التساؤلات، وقال محدثنا إنه كان من الأفضل تخصيص أشخاص مهمتهم شرح الغاية من تلك البطاقات المسلمة للمسافرين، أو حتى الإعلان عنها في الومضات الإشهارية عبر القنوات الإذاعية أو التلفزيونية لفك الإبهام وتبيين مهمتها للرأي العام بالنظر إلى الجدل الذي أحدثته. وأجمع الكل على جهل الغاية من تلك البطاقات المبهمة غير المزودة بشروحات، ولفك اللغز وإسقاط الغموض ولو قليلا اقتربنا من أحد القباض التابعين ل»اتوسا« فقال إن الغاية من تلك التذاكر هي تعويد المسافرين وتحضيرهم لبطاقات الدفع المسبق المبرمجة في المستقبل والتي سيحدد فيها السعر الإجمالي للسفريات، ولا يسع المسافر إلا إدخالها بالآلة الملحقة بالحافلات، ليتناقص المبلغ على حساب تعداد المشاوير المقطوعة على متن الحافلات إلى غاية نهاية المبلغ، ليجددها الزبون بعد نفاد صلاحيتها في كل مرة. وعن نقص الإعلام والتوجيه بعد تسليمها للركاب قال إن القباض ووفقا لمهمتهم الصعبة في جمع مبلغ التذاكر لا يسعهم الوقوف عند كل مسافر لإيفاده بالشروحات ومن شأن تلك البطاقات أن تنظم مجال النقل العمومي أكثر فأكثر حال تطبيقها.