لطالما لازمت وسائل نقلنا الخاصة تلك العراكات والمشاحنات التي غالبا ما تندلع بين المسافرين وبعض القباض بالنظر إلى سوء سيرة هؤلاء فعادة ما يتميزون بالطيش والتهور وتجرءوا حتى على إطلاق الكلام المشين والعبارات النابية أمام أناس شرفاء بعد اجتماعهم هناك بحسب ما تحكم به وسيلة النقل التي أعدت لتيسير نقل المسافرين، إلا أن ما يصدر من بعض أصناف هؤلاء القابضين أثار انزعاج المسافرين وجعلهم يستعملون تلك الوسائل عن كره بالنظر إلى قلة الاحترام التي يتميز بها بعض القابضين. فعادة ما تحدث تلك المناوشات وأحيانا تتطور إلى عراكات وصراعات بين الفئتين لا تتوقف إلا بعد تدخل باقي المسافرين. أما ما يتبع تلك العراكات من كلام خادش للحياء فقد بات من الأمور العادية التي تطبع وسائل نقلنا بفعل بعض القابضين الذين لا يتوانون على شن حرب ضد المسافرين لمجرد هفوة حاصلة، ومهما بلغت جسامتها فمن غير المعقول أن تتطور الأمور إلى التلفظ بذلك الكلام البذيء على مسامع كل الركاب وخدش حيائهم مما أدى بهم مرارا إلى الاستغراب والحيرة من صدور تلك الأفعال ممن هم أولى بحفظ النظام والاحترام على متن الحافلة. ذلك ما يعاني منه المسافرون، تلك المعاملة التي ختمت كل الممارسات المشينة التي ضاقوا منها ذرعا على متن وسائل النقل. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المسافرين على مستوى بعض محطات النقل بما فيها الثانوية وحتى الرئيسية فبينوا أن هناك بعض القباض وليس كلهم من لا يتوافق مزاجهم وصنفهم مع تلك المهنة التي تفرض عليهم التعامل مع الناس بكل حكمة وروية، إلا أن الواقع هو غير ذلك بفعل تلك الممارسات المشينة التي يطلقونها باتجاه المسافرين دون أدنى احترام أو مسؤولية، تقول السيدة مريم أنها وقفت على عدة مواقف تزعمها هؤلاء القابضون بأفعالهم المشينة اتجاه المسافرين فهم لا يحترمون لا عجوز ولا شيخ ولا شابة ولا شاب أثناء لهثهم وراء ثمن التذكرة، والويل لمن يخطأ معهم حتى ولو كان ذلك دون قصد، فسيكون جزائه البهدلة أمام العامة، ولا يتوانون على نعته بأقبح الصفات بل حتى سبه وشتمه بألفاظ نابية خادشة لحياء الجميع، لتضيف أن تلك المهنة لا تتوافق مع هؤلاء الأصناف بحكم أنها تفرض التعامل المتواصل مع الغير ولابد لممارسيها أن يتحلون بأقصى درجات التخلق والتربية لا أن يعلنون بطشهم ويطلقون بلائهم على الآخرين لمجرد هفوة بسيطة صدرت عنهم دون قصد. وقالت أنها عايشت في إحدى المرات موقفا أندى جبينها حيث راح احد القباض ينزل بإحدى المحطات الثانوية بعد أن أبان عصبيته ضد احد الراكبين وراح يطلق ألفاظا سوقية لا يصلح إطلاقها في أي موضع، ولا تصدر إلا من عديمي التربية والخلق وما كان على الطرف الثاني إلا التزام الصمت وعدم الدخول معه في تلك المناوشات فصنفه بالتأكيد لا يلتقي مع تلك الأصناف. وعليه وجب على القباض المعنيين - ولا نعمم- الأخذ بعين الاعتبار أن هناك تعامل متواصل ودائم بينهم وبين المواطنين ويتوجب عليهم بحكم عملهم التحلي بروح الحكمة والتريث بدل النرفزة والعصبية التي لا تؤدي إلى شيء ولا تفرز إلا التقليل من شان من تصدر عنهم.