الأجانب والحركى ممنوعون من استغلال أراضي الجزائر ترأّس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مساء أول أمس مجلس الوزراء، وتناول عدة قضايا وملفات هامة في الساحة الوطنية، أبرزها ملف العقار الفلاحي، الذي أثار جدلا واسعا في الآونة الأخيرة. وقد تناول المجلس هذا الملف بكثير من الدقة والتمحيص، وذلك نظرا لحساسيته وأهميته في تأمين مصير ومستقبل الأجيال والنهوض بالتنمية التي تنشدها البلاد حاضرا. وقطع الرئيس الشك باليقين حين أكد أن الأراضي الفلاحية العمومية ليست للبيع، وأن الأجانب والحركى ممنوعون من استغلال أراضي الجزائر. ولدى تدخله إثر الموافقة على مشروع القانون هذا، أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أهمية هذا الملف وحساسيته، مذكرا بأن الأمة ترتبط بالرصيد المتمثل في الأرض ارتباطا خاصا؛ لأنها تجرعت مرارة اغتصابه منها إبان الاحتلال، مضيفا أن الأراضي الفلاحية تكتسي أيضا أهمية استراتيجية بالنسبة للبلاد مادامت مصدر أمنها الغذائي. واستطرد رئيس الدولة موضحا: »لهذه الأسباب كان لا بد من الحفاظ على ملك الدولة للأراضي الفلاحية العمومية، وتثميرها وتشديد العقاب على كل محاولة انحراف بها عن مآلها«. هذا، وذكر رئيس الجمهورية بأن مشروع القانون هذا يندرج ضمن الدينامية الشاملة للتجديد الفلاحي المدعم ببرنامج عمومي، خُصص له مبلغ 1000 مليار دينار جزائري من الدعم متعدد الأشكال، والتي بدأت تعطي باكورة ثمارها مثلما يثبت ذلك تناقص الواردات من الحبوب. وفي الأخير، اغتنم رئيس الجمهورية الفرصة ليدعو الفلاحين إلى الاستفادة بأوفى قدر من جهود الدولة لصالح تحديث الفلاحة، وإلى الإسهام مقابل ذلك في تعزيز الأمن الغذائي للبلاد. وقد حدد مجلس الوزراء شروط وكيفيات استغلال الأراضي الفلاحية التابعة للأملاك الخاصة للدولة. يتوخى النص هذا إتمام قانون الفلاحة التوجيهي الصادر عام 2008، واستبدال التشريع الصادر عام 1987. وتنص أحكام مشروع القانون هذا، على الخصوص، على ضرورة الحفاظ على الأراضي الفلاحية المعنية من حيث هي ملك دائم للدولة؛ إذ أن استغلالها يخضع حصريا لنظام الامتياز لمدة أربعين عاما قابلة للتجديد مقابل إتاوة تُدفع للخزينة العمومية. وتبقى مصالح المستثمرين الحاليين محفوظة عند تحويل حقهم في الانتفاع إلى امتياز قابل للانتقال منهم إلى ورثتهم. كما يشدد على إقصاء كل شخص كان له سلوك مشين خلال حرب التحرير الوطنية، وكل شخص يحمل جنسية أجنبية من الأهلية للاستفادة من هذا الامتياز، وكذا كل شخص سبق له أن أبرم صفقات بشأن أراض فلاحية عمومية أو حاز هذه الأراضي خرقا للقانون الجاري به العمل، إضافة إلى إمكانية استغلال الأراضي فرديا أو جماعيا من قبل المستفيدين من الامتياز، مع إلزامهم باستغلالها استغلالا فعليا وإلا أبطل العقد القاضي لهم بالامتياز، إلى جانب تحسين شروط تمويل النشاط الفلاحي، علما أن عقد الامتياز يخوّل لصاحبه حق تقديم رهون لدى البنوك من أجل الحصول على قروض. ويمكن للمستغلين أن يشتركوا حصرا مع شركاء يحملون الجنسية الجزائرية، يسهمون في تمويل المستثمرة، دون أن يغفل إمكانية تشجيع تجميع المستثمرات الفلاحية من قبل الدولة عن طريق التحفيزات، لا سيما من خلال تجميع الأراضي الفلاحية محل الامتياز، بما يسهّل استعمال الأساليب الزراعية الحديثة. كما تطرق المجلس إلى قضايا لا تقل أهمية عن الامتياز الفلاحي والعقاري، حيث تم تعديل المرسوم الرئاسي المؤرخ في 23 أكتوبر 1976 المتضمن القانون البحري، وذلك في خطوة منه لإعطاء أكثر مرونة في معالجة الحجز التحفظي للسفن، الذي يحدث في إطار التجارة الخارجية بما في ذلك من قبل متعاملين مقيمين بالخارج، علما أن معالجة الملفات هذه على مستوى الجهات القضائية يشوبها حاليا تعقيد كبير ينجم عنه تعطيل للأرصفة لأمد طويل، وفي بعض الأحيان خطر على البيئة المحيطة بالنظر إلى طبيعة المواد التي تحملها السفن المحجوزة.