اعتصم صبيحة أمس العشرات من طلبة كل من المدرسة التحضيرية للعلوم التقنية بباب الوادي والمدرسة الوطنية للعلوم التقنية بالحراش، أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تنديدا منهم بالظروف البيداغوجية التي لا يحسد عليها والمعاناة التي يتجرعها هؤلاء نتيجة غياب أدنى الشروط العلمية التي تؤهل تكوينهم على أحسن ما يرام، ناهيك عن المصير المجهول الذي ينتظرهم بعد إجراء المسابقة الوطنية شهر جوان المقبل، والتي لم يتم حتى الآن الإعلان عن المواد التي يفترض أن يمتحنوا فيها· تجمع هؤلاء الطلبة أمام مقر وزارة التعليم العلي والبحث العلمي جاء كنتيجة حتمية - حسب هؤلاء - من أجل دفع الوزارة الوصية التدخل والنظر إلى حجم المعاناة التي يتكبدها هؤلاء في ظل انعدام أدنى الشروط العلمية التي من المفروض أن تكون متوفرة من أجل أداء تكوين مميز في اختصاصاتهم التي تقوم على التطبيق أكثر منه من الجانب النظري، علما أن تجمع الطلبة قابله تطويق أمني لحراسة الموقع من أي انزلاق يمكن أن يطرأ· هذا، وكانت أخبار اليوم قد تطرقت أمس الأول إلى الإضراب المفتوح الذي نادى به طلبة المدرسة التحضيرية للعلوم التقنية بباب الوادي، بسبب جملة من المشاكل التي تتخبط فيها المدرسة، والتي تعيش أوضاعا كارثية - حسب ما وصفها الطلبة - إلى جانب انعدام المخابر ومختلف التجهيزات اللازمة التي تدخل في اختصاص دراستهم، مما يجعل جانب التطبيق مؤجل إلى إشعار آخر، ناهيك عن الأشغال الجارية حاليا على مستواها، الأمر الذي أثر بالسلب على هؤلاء الطلبة· وتعيش المدرسة التحضيرية للعلوم التقنية الأمير عبد القادر بباب الوادي هذه الأيام على وقع غليان الطلبة الذين دخلوا وانطلاقا من أمس الأول في إضراب مفتوح عن الدراسة نتيجة الأوضاع التي وصفوها بالكارثية والتي يزاول فيها هؤلاء دراستهم بسبب الأشغال الجارية بالمدرسة بعدما أثرت على تحصيلهم الدراسي، خاصة وأن الدفعة الأولى من تلك الأقسام التحضيرية كانت تزاول الدراسة بالمدرسة العليا المتعددة التقنيات بالحراش قبل أن يحولوا إلى مدرسة باب الوادي بعد أن شهدت مدرسة الحراش السنة الماضية العديد من الاحتجاجات الصادرة من الطلبة والأساتذة على حد السواء يشتكون انعدام العدل والمساواة بينهم وبين طلبة الأقسام التحضيرية الذين كانت لديهم امتيازات خاصة على عكس الطلبة القدماء، وهو ما فرض تحويلهم إلى مدرسة باب الوادي التي رفض الأساتذة الالتحاق بها بالنظر إلى افتقادها للعديد من المستلزمات الضرورية للدراسة· وعلى صعيد آخر، أكد طلبة السنة الثانية المتكونين بمدرسة الحراش باعتبارهم الدفعة الأولى من القرار الجديد الذي اتخذته الوزارة، حيث فرضت على المتحصلين الجدد على شهادة البكالوريا منذ سنة 2009 والمتحصلين على معدلات تفوق 16 على الدراسة لمدة عامين بالمدرسة التحضيرية للعلوم التقنية قبل الالتحاق بالمدارس العليا الأربعة المتواجدة بالوطن ويتعلق الأمر كلا من المدرسة العليا المتعددة التقنيات بالحراش، المدرسة العليا للأشغال العمومية بالقبة، المدرسة العليا للري بالبليدة، والمدرسة العليا للمناجم والمعادن بعنابة، وأضاف هؤلاء أنهم لم يتمكنوا السنة الماضية من القيام بالأشغال التطبيقية في أغلب المواد المتخصصة، بينما اضطروا للانتقال إلى جامعة باب الزوار للقيام بالأشغال التطبيقية في مواد أخرى، بالإضافة إلى كثافة البرنامج وعدم تمكنهم من استيعاب الدروس المقترحة في المقرر الدراسي، بسبب عدم كفاءة بعض الأساتذة، كل هذه العوامل - يضيف هؤلاء - تسبب في رسوب العديد من طلبة المدرسة التي تحمل 216 طالب، حيث نجح منهم 18 طالب بينما اضطر البقية إلى الدخول للامتحانات الاستدراكية لينجح منهم 34 آخرون بينما رسب البقية، لتم في الأخير توجيههم إلى جامعة باب الزوار كمعيدين للسنة في اختصاصات مختلفة وغير مدروسة· واستفسر هؤلاء الطلبة عن مصيرهم بعد الانتهاء من المسابقة المقرر إجراؤها نهاية السنة بغية الالتحاق بالمدارس الثلاث المذكورة سالفا، خاصة وأنهم لم يكشف لهم لحد الساعة عن المواد التي يمتحنون فيها ولا الشروط المطلوبة باعتبارهم من المنتقلين عن طريق الاستدراك، وهي ذات المشاكل بالتقريب التي يتخبط فيها طلبة المدرسة الوطنية للعلوم التقنية المتواجدة بالحراش·