نزوح مستمر وتدمير للبلاد والعباد الفلوجة تواجه تطهيراً ديموغرافياً انسدت جميع الأبواب في وجه أهالي الفلوجة وبات الموت يحيط بهم من كل حدب حتى الذين تمكنوا من الفرار من المدينة سرعان ما حشروا في مخيّمات ذات أوضاع غير آدمية بينما خلّف القتال الضاري في الفلوجة أزمة إنسانية تقترب من الكارثة.. في وقت أخذت التحذيرات من تغيير ديموغرافي يطال الفلوجة في التزايد. وبدأت القوات العراقية التوغل وتمشيط الأحياء الشمالية لمدينة الفلوجة بعد إعلان السيطرة على المناطق الجنوبية بينما تستمر المعارك في أحياء الجولان وحي المعلمين وحي الضباط شمالاً. واكتظت المخيمات بالفارين الذين قطعوا عدة كيلومترات واجهوا فيها قناصة داعش وحقول ألغامها في درجات حرارة مرتفعة لكنهم لم يعثروا حتى على مساحة من الظل. وقالت منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في العراق ليز جراندي: ركض الناس وساروا لأيام. غادروا الفلوجة ولم يكن معهم شيء... لا شيء لديهم ويحتاجون كل شيء. وذكر مجلس اللاجئين النرويجي في العراق أن موقعاً يؤوي 1800 شخص لا يوجد به سوى مرحاض واحد. وأفاد أنّ التقديرات الكلية لأعداد المهجرين من الفلوجة مذهلة فخلال الأيام الثلاثة الأخيرة بلغت 30 ألف شخص. ضعف التعبئة لكن على عكس معارك أخرى سعى فيها كثير من المدنيين للجوء إلى مدن قريبة أو إلى العاصمة منع النازحون من الفلوجة من دخول بغداد التي لا تبعد عنهم سوى 60 كيلومتراً ويلفت مسؤولو الإغاثة الأنظار لضعف التعبئة المجتمعية. وتثير مشاركة فصائل شيعية مسلحة في القتال إلى جانب الجيش مخاوف من عمليات قتل طائفية واعتقلت السلطات أشخاصاً على صلة بمزاعم عن إعدام عشرات من الرجال السنة الفارين على يد مسلحين. وفي مخيم بعامرية الفلوجة قالت فاطمة خليفة إنها لا تعرف شيئاً عن زوجها وابنها البالغ عمره 19 عاماً منذ احتجزا في بلدة قريبة قبل أسبوعين. وقالت: لا أعرف أين هما أو إلى أين اقتيدا... لا نريد أرزا أو زيتا للطهي فقط نريد رجالنا. أزمة إنسانية وخلّف القتال الضاري في الفلوجة أزمة إنسانية تقترب من الكارثة إذ تسبّب في نزوح نحو 100 ألف مدني خلال ثلاثة أيام. وفيما أميط اللثام عن اعتزام ميليشيات الحشد الشعبي عدم السماح لسكان المدينة بالعودة على غرار من حدث في صلاح الدين وبيجي من أجل إحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة تنوي أميركا المشاركة في عمليات برية لقوات النخبة بمعارك الموصل. وفي السياق قال يحيى السنبل أحد وجهاء عشائر الأنبار إن ما جرى في جرف الصخر جنوببغداد ومحافظة صلاح الدين وبيجي من منع الأهالي من العودة إلى منازلهم سيتم تنفيذه أيضاً بحق أهالي الفلوجة. وأضاف السنبل إن ميليشيات الحشد الشعبي تحاول تغيير ديمغرافية المنطقة مشيراً إلى أن الفلوجة هي المدينة الرئيسية المستهدفة من قبل المليشيات باعتبارها الأقرب لبغداد موضحاً أنّ عملية التغيير الديموغرافي في مناطق السنّة بدأت قبل 13 عاماً وأنّ هناك مشروعاً لاستبدال عناصر داعش بالحشد الشعبي الأمر الذي ترفضه العشائر وسيتم الوقوف ضده بعد ترتيب البيت السني وتنظيم قوة عسكرية. تمشيط جيوب إلى ذلك بدأت القوات العراقية التوغل وتمشيط الأحياء الشمالية للفلوجة بعد إعلان السيطرة على المناطق الجنوبية. وتستمر المعارك في أحياء الجولان وحي المعلمين وحي الضباط شمالاً بعد تأكيدات على سيطرة القوات على المستشفى العام ومبان حكومية جنوباً. وفي الأثناء أميط اللثام عن نية أميركية للمشاركة في عمليات برية لقوات النخبة يقدر عددها بأكثر من 100 عنصر توجد حالياً في قاعدة سبايكر شمال تكريت تكون مهمتها السيطرة على مطار القيارة الاستراتيجي جنوب الموصل الذي سيكون محطة انطلاق للهجوم المرتقب على مدينة الموصل.