على الرغم من أن عمره لا يتجاوز ال13 سنة إلا أن الطفل يعقوب مهداوي التلميذ في الطور المتوسط يؤم سكان دشرته مزاتة ببلدية ثنية العابد بولاية باتنة في صلاة التراويح. وعلى عكس أترابه الذين عادة ما يتوجهون في كل ليلة بعد الإفطار للترفيه عن أنفسهم فإن هذا الفتى الذي يحظى باحترام وتقدير كبيرين في الدشرة تكون وجهته يوميا خلال هذا الشهر الكريم زاوية مزاتة ليؤم سكان دشرته النائية في صلاة التراويح لأن أغلبهم كبار في السن ولا يقدرون على التنقل إلى مسجد قرية الثلاث. وقد أثبت يعقوب رغم سنه الصغير براعته حسب بعض من سكان الجهة في حفظ وتلاوة القرآن الكريم جعل سكان الدشرة يقفون خلفه دون عقدة لأداء صلاة التراويح وهو الذي ختم القرآن الكريم وسنه لا تتعدى العاشرة. وقال يعقوب في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بثقة كبيرة ممزوجة بالبراءة: "في الواقع ليست السنة الأولى التي أصلي فيها التراويح بسكان الدشر بل هي السنة الثالثة على التوالي" متمنيا أن يصبح في يوم ما إماما ملما بكل المسائل الشرعية إلى جانب قراءة وحفظ القرآن الكريم بالتوازي مع دراسته. "ويعود الفضل في تميزي كحافظ للقرآن الكريم ومؤديا لصلاة التراويح بالجماعة -يضيف يعقوب بافتخار- إلى معلمي في الكتاب (معلم القرآن) وأيضا والداي اللذين حفزاني وشجعاني على حفظ كتاب الله" بالتوازي مع تحصيله العلمي في المدرسة ليحظى اليوم باحترام الجميع. تلميذ مجتهد ينتمي لعائلة اشتهرت بحفظ القرآن ويشهد الإمام المعتمد لدائرة ثنية العابد السنوسي الشافعي بأن يعقوب ختم القرآن الكريم في سن مبكرة وينحدر من عائلة اشتهرت بالمنطقة بحفظ كتاب الله. ولم يخف المتحدث بأن هذا الطفل الذي يؤدي صلاة التراويح بسكان الدشرة تطوعا تحت إشراف معلمه محمد مهداوي وهو أحد أقاربه بارع في دراسته وسبق له أن شارك في العديد من المسابقات الولائية لحفظة القرآن وهو حافظ وقارئ جيد لكتاب الله لكن تنقصه بعض أحكام التلاوة والتجويد. من جهته أكد رئيس مكتب الثقافة بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بباتنة نذير سعادة بأن دشرة مزاتة لا تتوفر على مسجد ويؤدي سكانها صلاة الجمعة بمسجد قرية الثلاث التابعة لبلدية ثنية العابد فيما يؤدون التراويح في زاوية الدشرة بمبادرة لقاطنيها. كما أفاد بأن ولاية باتنة تضم عددا لا بأس به من حفظة القرآن ومجوديه من صغار السن من أبرزهم التلميذ طير همام ذي ال16 وهو أحد المرخصين الثلاثة محليا في مثل هذا السن من طرف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بباتنة لإقامة صلاة التروايح خلال هذا الشهر الكريم. ويؤم همام المصلين لأداء صلاة التراويح منذ بداية شهر رمضان بمسجد "النصر" المركزي بمدينة عين التوتة الذي يستقطب عددا كبيرا من المصلين. وأكد الإمام المعتمد بدائرة عين التوتة بوحفص بن الشحم أن لهمام التلميذ المتفوق صوت جميل جدا وهو بارع في حفظ القرآن الكريم مع الترتيل حيث تحصل على المرتبة الأولى في حفظ القرآن الكريم مع التجويد لصغار الحفظة خلال الأسبوع الوطني ال17 للقرآن الكريم في يناير 2016. وإلى جانب طير همام الذي يصر على عدم الحديث عن تميزه ابتغاء وجه الله -كما قال- يقوم كل من يحيى الشريف عبد الرزاق ذي ال 15 سنة بإقامة التراويح برخصة من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بمسجد عبد الحميد بن باديس بالجزار وكذا بودهان وليد ذي ال16 سنة الذي يقوم بنفس المهمة بمسجد "الهدى" بنقاوس حفظا وتجويدا. يشار إلى أن مثل هذه العينات من مقيمي صلاة التراويح من صغار السن تستقطب اهتمام المصلين لاسيما إذا ما اقترن الحفظ التام لكتاب الله بالقراءة الجيدة والصوت العذب للمؤدي الذي عادة ما يتم تشجيعه بمناسبة الشهر الفضيل يضيف السيد سعادة.