@ في اللّيلة السادسة من ليالي شهر رمضان الكريم، شدّ انتباه المصلّين، القائمين في صلاة التّراويح بمسجد الشيخ السنوسي بتلمسان، صوت مقرئ ماهر بالقرآن، متمكّن من أحكام التّجويد، وهو يتلو الآيات من سورة الأنعام، إنّه الطفل ”قارون محمد عدلان” المتمدرس في صف الثالثة متوسط بمؤسسة يغمراسن بن زيان. ختم القرآن الكريم حفظًا في صائفة السنة الماضية، بعد خمس سنوات من المواظبة على الحفظ والتعلّم بالمدرسة القرآنية لمسجد الشيخ السنوسي. محمد عدلان الّذي لا زال يجلس حاملاً لوحته بالمدرسة القرآنية، متعلّمًا ومعلّمًا في الوقت نفسه، قال لنا أنّه شعر بالسّعادة حين أمّ النّاس في صلاة التّراويح ومن بينهم والده الّذي ظلّ يشجّعه بالهدايا والتّحفيزات، وحين سألته ”الخبر” عن نوعية الهدايا؟ قال إنّها كثيرة، ومنها خزانة جديدة وجهاز كمبيوتر..، وأضاف عدلان مبتسمًا خجولاً أنّ إمامة النّاس ليست أمرًا سهلاً ولكنّه بمجرد مروره بالمِحراب زال خوفه وزالت دهشته وهو مستعدّ لتكرير التّجربة كلّما طلب منه شيخه ذلك.وعن أمنيته في المستقبل، قال عدلان أنّه يحلم ليكون طبيبًا ومقرئًا كبيرًا، ومن جانبه قال معلم القرآن بالمدرسة، الشيخ مصطفى حدو، أنّه يشعر بالسّعادة حين ينجح تلاميذة المدرسة في إمامة المصلّين في صلاة التّراويح. ففي السنة الماضية تخرّج خمسة أطفال أعمارهم ما بين 12 و15 سنة، ختموا حفظ كتاب الله وقدّموا لصلاة التّراويح، وأنّ الهدف من تقديم الأطفال من الحفظة والمَهرة في تلاوة القرآن مثل عدلان ورفاقه، بمثابة رسالة للأولياء وأبنائهم للتّنافس والإقبال على حفظ القرآن الكريم.