دعا القائد العام للكشّافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم أمس الأوّل بالعاصمة إلى ضرورة تأطير وهيكلة الشباب وترقية حسّ المواطنة لديه حتى يساهم إيجابيا في تنمية وطنه والمشاركة الفعّالة في بناء بلده الذي يطمح إلى أن يكون في أحسن حال وذلك عن طريق الاهتمام بانشغالاته بالوقوف عند حوار بنّاء يخدم مصلحة الوطن· وقال بن براهم الذي تمّت تزكيته لعهدة جديدة على رأس الكشّافة الجزائرية من 2011 إلى 2015 في كلمة ألقاها خلال انعقاد المؤتمر الوطني العاشر للكشّافة الإسلامية إنه بات من الضروري التكفّل بانشغالات الشباب في مختلف المجالات والمرافعة عنها أمام السلطات المعنية حتى يتسنّى إيجاد حلول لها حفاظا على أمن واستقرار البلاد، حيث لن يتحقّق هذا المسعى إلاّ في إطار الحوار بين السلطات المحلّية والمجتمع المدني، مبرزا أهمّية أن تكون الحركة الكشفية وسيطا بين الشباب والجهات المعنية من خلال دعم العمل الجواري لإيجاد حلول تخدم مصلحة الشباب، مُلحّا في الوقت نفسه على ضرورة تنويع البرامج والخطابات لربط الشباب مع الواقع الاجتماعي وترسيخ لديه روح المواطنة· وبعد أن ذكّر بالأحداث الأخيرة التي ألمّت بالجزائر أبرز أهمّية اللّجوء إلى هيكلة الشباب وتأطيره وغرس لديه حسّ المواطنة للحيلولة دون وقوع أحداث أخرى، مذكّرا في هذا الإطار بمشروع الكشّافة المدرسية لتربية النشء على حبّ الوطن والالتزام بالمبادئ الإنسانية والقيم النبيلة والمقوّمات الشخصية الجزائرية وإعداده ليصبح مواطنا إيجابيا وفاعلا في المستقبل· وأضاف في ذات السياق أنه يتمّ من خلال مشروع الكشافة المدرسية إنشاء فروع كشفية في المؤسسات المدرسية تكون همزة وصل بين الأسرة ومسؤولي التربية وأولياء التلاميذ للقيام بعمل جماعي من شأنه تحسيس المتمدرسين بخطورة الآفات الاجتماعية كتعاطي المخدّرات وانتشار ظاهرة العنف في المدارس، وأضاف أن المنظّمة أطّرت أكثر من مائة ألف شابّ ونفّذت أكثر من خمس مائة نشاط وطني ودولي في مختلف المجالات، كما تمّ إبرام عدّة اتّفاقيات مع شركائها الوطنيين والدوليين شملت الكثير من المجالات، من بينها تحديد احتياجات الشباب والمجتمع في المدن والأرياف وفي السجون، وكذا تسطير عدّة نشاطات تضامنية في أيّام الأعياد والمناسبات· كما أبرز القائد العام الدور الهام الذي لعبته المنظّمة في إعادة إدماج الأحداث واصفا التجربة بالرّائدة على المستوى العالمي، ممّا يستدعي حسبه تثمينها وتعميمها على مستوى الحركات الكشفية في العالم العربي والدولي، مشيرا إلى أن الكشّافة الإسلامية الجزائرية لعبت دورا هامّا في دعم ومساندة الكشّافة والطفولة لجمهورية الصحراء الغربية من خلال إشراكهم إلى جانب قيادتهم في جميع الأنشطة الوطنية وتشجيع التوأمة والزيارات المتبادلة، إلى جانب مساندتها للشعب الفلسطيني وأبنائه في إطار المبادئ العالمية لحقوق الإنسان· من جهته، أكّد الأمين العام للحركة الكشفية العربية السيّد عاطف عبد المجيد على أهمّية تعزيز العمل الكشفي العربي من خلال تبادل التجارب والخبرات قصد تثمين القيم الإنسانية وتعزيز التواصل بينهم، مشيدا في نفس الوقت بالدور الريادي الذي ما فتئت تلعبه الكشّافة الجزائرية لفائدة الشباب العربي في كلّ المجالات· كما تطرّق محمد بوعلاق نائب القائد العام للكشّافة الإسلامية الجزائرية إلى مشروع الاستراتجية للمنظّمة للخماسي المقبل 2011-2015 الذي يرمي إلى إبراز الصورة والرؤية الحقيقية للكشّافة في إطار مبسط خدمة للأفواج الكشفية في كامل التراب الوطني، مذكّرا في الوقت ذاته بأهمّية هذا المؤتمر الذي يحمل شعار الكشفية ببساطة، والذي تمّت فيه مناقشة هذه الاسترتيجية التي تقترح رؤية جديدة للحركة الكشفية حتى تصبح منظّمة تربوية قوية عصرية متميّزة في إعداد مواطن صالح·