حظي نور الدين بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية بتزكية كل الحضور الذين شاركوا في المؤتمر العاشر للكشافة الإسلامية الذي انطلقت أشغاله أول أمس بقصر الأمم بنادي الصنوبر، بمشاركة أزيد من 600 مندوب يمثلون مختلف ولايات الوطن، حيث تم تجديد الثقة فيه لعهدة ثالثة )2011-2015(، وقد تم بالمناسبة عرض لحصيلة نشاط العهدة السابقة، فيما كانت قضايا الشباب ومشاكلهم التي ارتبطت بأحداث الشغب الأخيرة التي عرفتها البلاد في قلب النقاشات التي خاضها المؤتمرون. عرف المؤتمر العاشر للكشافة الإسلامية الجزائرية حضورا مميّزا لعديد الشخصيات السياسية، في مقدمتها وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، الأمين العام لمنظمة المجاهدين، السعيد عبادو، وزير الشبيبة والرياضة، الهامشي جيار، وزير الاتصال ناصر مهل، وزير التضامن، السعيد بركات، المدير العام للسجون، مختار فليون، إلى جانب منتخبين وطنيين ومحليين وغيرها من الشخصيات الوطنية. وقد تميّز المؤتمر العاشر للكشافة بالتركيز على قضايا الشباب ومشاكلهم، لا سيما بعد أحداث الشغب التي عرفتها البلاد في الفترة الأخيرة. وفي هذا السياق أكد القائد العام للكشافة بن براهم على ضرورة الاهتمام بمشاكل هذه الشريحة الفعالة في المجتمع والعمل على فتح كل قنوات الحوار التي من شأنها طرح انشغالاتهم، كما أشار إلى ضرورة توفير آليات ووسائط تساهم في تأطير هذه القوة الشبانية وتفريغ شحنتها السلبية. الكشافة الإسلامية الجزائرية التي تضم أكثر من 120 ألف كشاف لا تزال تراهن، حسب ما قاله قائدها العام، على مزيد من التوسع في الأوساط الشبانية والطلابية والمدرسية، في وقت تحصي فيه الجزائر أزيد من 8 ملايين متمدرس، وعليه فإن احتواء هذه الطاقات الهائلة يبقى من المهام الأساسية للحركة الكشفية، وذلك بالرغم من كل النقائص التي قد تسجل على الكشافة الإسلامية كعنصر أساسي من عناصر المجتمع المدني الجزائري. وبالنظر إلى أهمية هذا المؤتمر للحركة الكشفية التي تأسست من الثلاثينات من القرن الماضي، حضر أكثر من 600 مندوب، شاركوا بقوة في أشغال هذا الموعد، حيث تقرر خلال الجلسة العلنية وقبل مباشرة الجلسات المغلقة تزكية نور الدين بن براهم، قائدا عاما للكشافة الإسلامية الجزائرية لعهدة ثالثة. وعن الحصيلة الخاصة بنشاط الحركة في العهدة السابقة، تم عرض شريط وثائقي يحتوي اغلب النشاطات التي تمت مباشرتها على أرض الواقع، أكثر من 327 نشاط وطني، 86 نشاط دولي، بالإضافة إلى إبرام 23 اتفاقية، كما استطاعت الكشافة الإسلامية من خلال هذه الأنشطة من تأطير عدد كبير من الفتية والشباب والقادة من الجنسين وكذا فتح فضاء واسع للعمداء، وزيادة على ذلك، قامت المنظمة بتطوير ذاتها عن طريق الاهتمام بالموارد البشرية والمالية والعمل على تنميتها، بما سمح لها بتنفيذ أكثر من 85 بالمائة من الأنشطة المبرمجة خلال السنوات الخمس الماضية ولعل أكبر مكسب يحسب للمنظمة هو كونها استطاعت تجاوز المحاولات الرامية إلى زعزعة استقرارها وشل نشاطاتها. وبعد أن انتخب المجلس الوطني أمس وتم إعادة تجديد الثقة في شخص بن براهم رسميا، تضمنت التوصيات مجموعة من النقاط التي دعا المشاركون من خلالها إلى الاهتمام أكثر بتواجد الحركة الكشفية في الأوساط الشبانية، وكذا التكفل عن قرب بانشغالات الشباب من خلال أنشطة جوارية هادفة، وإيلاء العناية اللازمة للتكوين المتخصص والعمل على برمجة أنشطة أكثر عمقا وانتشارا في المجتمع، بالإضافة إلى دعوة السلطات الرسمية في البلاد إلى إيجاد خلايا إصغاء وتوفير الدعم المالي اللازم للأفواج الكشفي، إلى جانب الشروع في إنجاز مشروع الأندية الكشفية في المؤسسات التربوية وإطلاق مشروع »الشباب يعبر«.