طالب سكان بلدية مناصر بغرب ولاية تيبازة الجهات المعنية بالنظر في مختلف انشغالاتهم التي ظلت عالقة لسنوات طويلة، على غرار مشكل الطرقات التي لم تعبد لحد اليوم، وكذا غياب الإنارة العمومية مع انعدام النقل المدرسي والتي أجبرت الكثير من التلاميذ على التوقف عن الالتحاق بمقاعدهم الدراسية وغير ذلك من الأوضاع المزرية التي عكرت صفو حياتهم، ولم يجد سكان العديد من الدواوير المنتشرة عبر أرجاء بلدية مناصر سبيلا للخروج من النفق المسدود الذي يعيشونه في بيئة مليئة بالمشاكل، انطلاقا من أزمة السكن التي يتخبطون فيها منذ سنوات رغم أن الكثير منهم لازالو يعيشون في بيوت غير لائقة تنعدم بها ضروريات العيش الكريم· وفي ذات الشأن أكد محدثونا أنهم ضاقوا ذرعًا من إعادة تكوين الملفات الخاصة بالسكن الريفي كل مدة 6 أشهر ومنذ قرابة 5 سنوات، حيث لم يستفيدوا من هذا النمط المحبذ في هذه المنطقة النائية، علما أنهم تتوفر فيهم الشروط اللازمة للاستفادة، وإلى جانب هذا طالب المتضرّرون السلطات المحلية بالالتفاتة إلى انشغالاتهم المتعلقة بتهيئة الطريق المؤدي من الطريق الوطني رقم 11 إلى دوار لافراس والذي بدوره يشهد وضعا كارثيا تملؤه الحجارة والحفر لكونه لم يعرف التهيئة يوما· وتزداد معاناة هؤلاء خلال تساقط الأمطار أين يتحول إلى برك ومستنقعات مائية متبعثرة هنا وهناك، وهو المشكل الذي يجعل الكثير من المتمدرسين يعزفون عن الدراسة خلال الأيام الممطرة، وأحيانا يجبرون على انتعال أحذية مطاطية لصعوبة المسلك، وفي الغالب تأزم الأوضاع يساعد أبناءهم على مزاولة الدراسة، هذا في الوقت الذي لا يلقي فيه الأولياء اللّوم على أبنائهم المتمدرسين بالنظرالى الحالة الكارثية التي يشهدها الطريق، وفي أجندة معاناة سكان مناصر غياب الإنارة العمومية على مستوى الطرقات رغم أن الأعمدة الكهربائية منجزة منذ سنوات مما زاد من رعب وخوف المواطنين خصوصا التلاميذ المتمدرسين الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى المؤسسات التربوية باكرا تحت وطأة الظلام، على غرار الفتيات اللواتي يلجأن إلى المكوث في بيوتهن خلال تساقط الأمطار خوفا من تعرضهن لأي أذى، ورغم الظروف التي يواجهونها إلا أن الأساتذة لم يرحموا هؤلاء عند تأخرهم بالالتحاق بمقاعدهم الدراسية، والأكثر من هذا انعدام وسائل النقل المدرسي مع ندرة المواصلات الخاصة، بحيث توجد وسيلة نقل واحدة وهي لا تلبي حاجيات مواطني المنطقة، خصوصا المتمدرسين لكون المسافة بين الدوار الذي يقطنون فيه ومختلف المؤسسات التربوية بعيدة جدا· كما أن هذه الأخيرة لا تتوفر على مطعم مما جعل هؤلاء يطالبون الجهات المعنية بالتدخل، وإلى جانب هذا يأمل السكان في أن تنظر السلطات المحلية في وضعية تمرير قنوات الصرف الصحي، حيث لجأت بعض العائلات إلى صرفها بالقرب من منازل عائلات أخرى دون إعطاء الاعتبار لحق الجوار ولا حتى مقتضيات الضرورة الصحية رغم أن المتضررين قدموا شكاوي منذ قرابة 5 سنوات عكس دوار سيدي عبد اللّه الذي استفاد من قنوات الصرف الصحي، وتواجه بعض العائلات مخاطر الإصابة بالأمراض الوبائية نتيجة إقدام بعض السكان على التخلص من نفاياتهم على اختلاف تركيبتها أمام منازل عائلات أخرى وحرقها بالمكان في غياب تدخل مصالح النظافة التابعة للبلدية رغم الشكاوي الشفوية المتكررة التي تقدم بها السكان في هذا الشأن· وفي ردّه على انشغالات هؤلاء، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لمناصر حقيقة معاناة التلاميذ مع نقص النقل المدرسي، حيث طلبت السلطات المحلية من الولائية 6 حافلات للنقل المدرسي لتلبية حاجيات كل من حي فجانة، سيدي موسى، واد الرمان، الزاوية شهري ماي وأفريل القادمين، وأما فيما يخص التشغيل أوضح ذات المسؤول أن البلدية فقيرة من المداخيل، حيث تعرف 202 شاب مدمج ضمن الشبكة الاجتماعية ووكالة دعم تشغيل الشباب· وفي سياق آخر، أكد رئيس البلدية أن البناء الريفي يعرف 1280 وحدة سكنية منها 300 سكن ريفي تم توزيعها جاهزة، وأما البقية سيتم استيلامها في الأيام القليلة القادمة· وإلى جانب هذا فإن السلطات المحلية قد طالبت مؤخرا السلطات الولائية بتهيئة طريق سي عمران المؤدي إلى دوّار سيدي صالح الذي ستنطلق الأشغال به شهر ماي أو جوان المقبل·