أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان بعد الانتهاء من الاجتماع الثالث لمجلس الدفاع والأمن بعد اعتداء مدينة نيس حين تحدَّث عن توجيه الطيران الفرنسي السبت 16 جويلية وأيضا ليلة أمس لضربات لمواقع لم يُحدّدها يتمركز فيها تنظيم داعش في العراق وسورية. وتعهد بمواصلة العمليات مع التحالف الدولي حتى اجتثاث سرطان داعش بشكل نهائي . وتجدُرُ الإشارة إلى أن فرنسا هي من أكثر الدول الغربية مُواجَهَةً للتنظيم في سورية والعراق وهو ما يبرّر في نظر الخبراء والمراقبين سرّ تحمّلها العبء الأكبر من هجمات داعش . وفي هذا الصدد دعا أحد المنتمين لتنظيم داعش الفرنسيين يوم الخميس 14 جويلية أنصاره في فرنسا في فيديو إلى عدم الالتحاق بأرض الخلافة وبتركيز الضربات في المقام الأول على فرنسا مؤكدا توفر السلاح في كل حيّ فرنسي . لا دليل على صلة مهاجم نيس بشبكات إرهابية. ومن جانبه أكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن التحقيق في عملية الدعس بنيس جنوبفرنسا لم يثبت بعد الروابط بين المهاجم و الشبكات الإرهابية خاصة تنظيم الدولة الذي تبنى العملية. وقال كازنوف -الذي وجه نداء إلى المواطنين الفرنسيين للانضمام الطوعي إلى قوات الاحتياطي- في تصريحات إذاعية إن أسلوب تنفيذ العملية التي أسفرت الخميس الماضي عن مقتل 84 شخصا مستوحى إلى حد كبير من رسائل تنظيم الدولة. وأضاف لا يمكننا استبعاد أن يقوم فرد غير متوازن وعنيف... بعد انتقاله إلى التطرف بشكل سريع بتنفيذ مثل هذه الجريمة المروعة . وهو ما ذهب إليه رئيس الوزراء مانويل فالس الذي قال إن سوابق المهاجم لا تسمح بالقول إن له ماضيا جهاديا لكن الأسلوب الذي نفذ به العملية وسعيه لقتل أكبر عدد من الناس في توقيت رمزي هو عيد الجمهورية الفرنسية يطابق ما دعا إليه تنظيم الدولة سابقا باستخدام وسائل أخرى كالدعس والطعن وأضاف أن القاتل تطرف بسرعة جدا . وكانت مصادر قضائية فرنسية تحدثت أمس الأحد عن اعتقال سبعة أشخاص يشتبه بتورطهم مع منفذ الهجوم محمد بوهلال (31 عاما) الذي استخدم شاحنة لدعس الحشود المختلفة بالعيد الوطني الفرنسي لمسافة كيلومترين تقريبا قبل أن يقتل برصاص الشرطة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن العديد من الشهود الذين استُجوبوا من بين نحو مئة أشاروا إلى تدين بوهلال -وهو تونسي مقيم في فرنسا- المجهول لدى الاستخبارات الفرنسية ولكن والده أكد أنه لا علاقة له أبدا بالتدين . وأظهرت الشهادات الأولى للجيران أن المهاجم الذي وصفه تنظيم الدولة في بيان تبنيه للعملية بأنه جندي للدولة الإسلامية يفتقر إلى التوازن في شخصيته وتسبب ب أزمات عدة لعائلته. يذكر أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان سارع إلى نسب العملية إلى ما سماه الإرهاب الإسلامي قبل أن تتأكد السلطات من دوافع المهاجم الذي قال أقاربه في مدينة مْساَكِنْ قرب مدينة سوسة الساحلية (جنوب شرق تونس العاصمة) إنه لم يكن متدينا وكان يعاني من اضطرابات بسبب وضعه العائلي حيث إنه منفصل عن زوجته.