أفادت الحكومة الجزائرية أن جنازة الضحايا الجزائريين في هجوم نيس ستكون بالجزائر نزولا عند رغبة عائلاتهم. وشدّدت وزارة الشؤون الخارجية على أن "عدد القتلى الجزائريين إلى غاية أمس لم يتجاوز ثلاثة أشخاص". وبالموازاة، أعلن تنظيم "داعش" تبنيه اعتداء جنوبفرنسا، حيث قتل 84 وأصيب العشرات لدى استهداف المواطنين الذين يشاركون في احتفالات اليوم الوطني بشاحنة مسرعة. ونقلت وكالة أعماق التابعة للتنظيم الإرهابي عن "مصدر امني" أن "منفذ عملية الدهس في نيس بفرنسا هو أحد جنود الدولة الإسلامية"، مشيرة إلى أنه "نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذي يقاتل الدولة الإسلامية". وانقض مهاجم قالت السلطات الفرنسية إنه التونسي محمد لحويج بوهلال (31 عاما) ليل الخميس بشاحنة تبريد على حشود تجمعوا على الكورنيش البحري في مدينة نيس للاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، مما أسفر عن مقتل 84 شخصا على الأقل وعشرات الجرحى. وقتلت الشرطة المهاجم وعثرت في الشاحنة التي كان يقودها على وثائق هويته وعلى أسلحة. وأكد النائب العام في باريس أن لحويج هلال "كان معروفا لدى الأجهزة الأمنية والقضائية على خلفية أعمال تهديد وعنف وسرقة وتخريب تم ارتكابها بين عامي 2010 و2016". وأفادت وسائل إعلام فرنسية بأن حادث الدعس وقع على طول مسافة كيلومترين في شارع "برومناد ديزانغليه" الذي يعتبر قبلة سياحية بمدينة نيس، مما تسبب في سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا. وفي ختام اجتماع مجلس الدفاع والأمن القومي المصغر برئاسة الرئيس فرانسوا هولاند، أعلن رئيس الحكومة مانويل فالس عن سلسلة إجراءات أمنية، وأهمها تفعيل خلية وزارية للأزمة، والإبقاء على الاستنفار لأقصى درجة وتقديم مشروع قرار لتمديد حالة الطوارئ ثلاثة أشهر يصوت البرلمان عليه الأربعاء والخميس. وسبق أن قال الرئيس الفرنسي إنه لا يمكن إنكار "الطابع الإرهابي" لعملية الدعس، معتبرا أن فرنسا كلها تقع تحت ما وصفه ب«تهديد الإرهاب الإسلامي" وذلك قبل تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم. وقال فالس إن "فرنسا لن ترضخ للتهديد الإرهابي. الزمن تغير، وسيترتب على فرنسا التعايش مع الإرهاب. علينا أن نرص الصفوف ونكون متضامنين". إلى ذلك، صرّح الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية أنه سيتم بالجزائر تشييع جنازتي اثنين من ضحايا الاعتداء الفرنسي وهما السيدة لورانس تافي زوجة السيد صحراوي كمال وحفيدها يانيس. وأوضح عبد العزيز بن علي الشريف في تصريح له أمس أن "السيدة لورانس تافي (زوجة السيد صحراوي كمال) التي تعد مع اثنين من أحفادها من ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي ضرب مدينة نيس ستشيع جنازتها مع حفيدها يانيس (7 سنوات) في الجزائر وذلك طبقا لإرادتها ونزولا عند رغبة عائلتها". وقال إنه "تم الشروع في الترتيبات مع السلطات المحلية لتنظيم الجنازتين"، مضيفا أن حصيلة ضحايا هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع تبقى كما هي أي ثلاث ضحايا (سيدة وطفلين).