تصريحات معادية وقرارات تعسفية ** الإسلام كدين هو الذي يطرح مشكلة لفرنسا هذا آخر آراء الوزيرة اليمينية السابقة والعضو الحالي في البرلمان الأوروبي نادين مورانو وهو يندرج في قائمة طويلة من التصريحات المتطرفة المعادية للإسلام فيما قرر فالس وقف التمويل الخارجي لبناء المساجد وهذا في ردود فعلية عكسية على الاسلام والمسلمين في فرنسا. ق.د/وكالات وصفت قبل أسابيع محطة الشمال (غارد دي نور) بأنها أفريقيا بسبب تواجد باعة من أصول أفريقية فيها. وعلّلت بعد ذلك تصريحها الذي تعرض لانتقادات كبيرة قائلة: حين تعودون إلى هذا الحي انظروا إلى محطة غارد دي نور ليس لدينا الانطباع بالتواجد في فرنسا بل بالتواجد في أفريقيا . وترى بأن تركيز السود في هذه المنطقة يُسيئ إلى الإدماج وإلى التوازن . وقبلها انتقدت مورانو استقدام جمعيات إنسانية وطبية للاجئين سوريين إلى بلدتها وزعمت بأنهم كسالى ويشكّلون خطرا على السكان وأن الاستقبال تمّ على حساب الفرنسيين الذين لا مأوى لهم في بلدتها. قناة كنال بلوس الفرنسية فضحتها وكشفت أن اللاجئين ليسوا خاملين ويتعلمون اللغة الفرنسية وهم الذين يديرون كل شؤونهم وأن السكان راضون عن تواجدهم. وأوضحت القناة أن مشردي البلدة وهم قليلون يحظون بكل الرعاية. وتعتبر نادين مورانو في تصريحها الأخير أن مَظاهر التعاطُف التي يبديها ممثلو الديانة الإسلامية في فرنسا لم تعد كافية وتتساءل هذه القيادية المقرَّبة من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي: لمَ إنكار هذه الحقيقة؟ . ويبدو أن تكرار الاعتداءات في فرنسا قد منح مورانو حريّة القول حتى وإن كان هذا القول يقترب من العنصرية ومن الخلط ومن استعادة الأفكار الجاهزة. هذه الأخيرة حاولت أن تتراجع بعض الشيء حينما كتبت: إن مساوئ تنظيم العبادة الإسلامية هي التي تتيح للإرهابيين أن يمارسوا القتل باسمها قبل أن تصل إلى هذا الاستنتاج: المسؤولون المسلمون في فرنسا لا يمكنهم التهرُّب من مسؤولياتهم . ولا تكف مورانو عن العودة لموضوعها الأثير وهو موضوع النساء المنقبات في فرنسا والذي اعتقلت أخيراً بسببه في محطة للقطارات لأنها وبّخت شرطيا فرنسيّاً لأنه لم يَقُم بواجبه المتمثل في إيقاف امرأة منقبة وفرض غرامة عليها كما يقر القانون. وتتأسف مورانو على التحولات التي عرفها المجتمع الفرنسي وتحنّ لزمن لم تكن توجد فيه مساجد في أحيائنا . وتعترف: لقد رأيت التغيّرات. في الماضي كنّا نشهد 250 تعميدا كنسيّا واليوم لا شيء. لن يمنعني أحدٌ من قول الحقيقة . وتنصح النائبة مورانو الحكومةَ الفرنسية ب حظر بناء أي مسجد أو دور عبادة وأيضا بإحصاء كل الأئمة في كل جهات فرنسا . كما تأمُلُ في الوقت ذاته إحداث توازن في الهجرة بعدما لاحظت أنّها هجرة يتحدر أفرادها في معظمهم من بلدان عربية وإسلامية . ولا تخفي نائبة البرلمان الأوروبي أن أفكارها تحظى بقبول كبير في أوساط حزبها. حرب إعلامية نشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة مقطع فيديو قالت إنه لأحد منفذي الهجوم على كنيسة شمال فرنسا هذا الأسبوع. وفي الفيديو -الذي تم تسجيله قبل الهجوم- خاطب عبد الملك بوتيجان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس بشكل مباشر قائلا لقد تغير الزمان ستعانون مما يعاني منه الإخوة والأخوات سندمر هذا البلد . وأضاف أيها الإخوة اخرجوا بالسلاح الأبيض بأي شيء تحتاجونه وهاجموهم واقتلوهم جميعا . مطالبا المسلمين بمهاجمة الدول المشاركة في التحالف الدولي. واحتجز بوتيجان مع المتهم الأول عادل كرميش عددا من الرهائن في كنيسة بنورماندي الثلاثاء ثم ذبحا القس جاك هاميل (86 عاما) قبل أن تقتلهما الشرطة الفرنسية. وكانت وكالة أعماق بثت في وقت سابق تسجيل فيديو يعلن فيه المنفذان بوتيجان وكرميش ولاءهما للتنظيم ويظهر في التسجيل رجلان بالقرب من راية التنظيم ويردد أحدهما إعلان مبايعة أبو بكر البغدادي. إيقاف طالب لجوء سوري في الأثناء أوقفت السلطات الفرنسية احترازياً طالب لجوء سوريا كان يقيم في مركز لاستقبال اللاجئين في إطار التحقيق حول الاعتداء على كنيسة في روان حسب ما أفاد أمس الجمعة مصدر مطلع على التحقيق. وأوقف طالب اللجوء في وسط فرنسا وبذلك يرتفع إلى ثلاثة عدد الموقوفين حاليا في إطار التحقيق حول قتل كاهن ذبحا في كنيسة سانت اتيان دو روفريه (شمال غرب) بحسب مصدر قضائي. وأوضح مصدر قريب من الملف تم العثور على صورة لجواز سفر سوري في منزل عادل كرميش (أحد منفذي الاعتداء) ويحاول المحققون تحديد ما إذا كان الأمر يتعلق بهذا الشخص . وكانت أعلنت فرنسا التعرف رسمياً إلى المنفذ الثاني للاعتداء في الكنيسة بفرنسا وقالت النيابة العامة إن اسمه عبدالمالك نبيل بوتيجان (19 عاما). وقالت النيابة العامة إن عبدالمالك كان مدرجاً على لائحة المتطرفين منذ جويلية الماضي. وأعلنت نيابة باريس التعرف رسميا على عبدالمالك بوتيجان الذي لم تصدر أي إدانة بحقه. وبالتالي فإن بصماته وحمضه الريبي النووي لم يظهرا في ملفات القضاء إلا أن هيئات مكافحة الإرهاب كانت رصدته أخيرا. وكانت النيابة تعرفت على المنفذ الأول وهو عادل كرميش من مواليد فرنسا ويبلغ من العمر 19 عاماً وهو معروف لدى أجهزة الأمن حيث حاول السفر إلى سوريا عام 2015 واعتقل في ألمانيا وكان يستخدم بطاقة هوية أخيه. كذلك اعتقل مرة أخرى في تركيا وكان يستخدم بطاقة أحد أقربائه. وقف تمويل المساجد من جهته أقر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في مقابلة مع صحيفة لوموند أمس الجمعة أن قرار قضاء مكافحة الإرهاب الفرنسي الإفراج عن أحد منفذي الاعتداء في كنيسة ووضعه قيد الإقامة الجبرية تقصير ولا بد من الاعتراف بذلك . وتابع فالس يجب أن يحمل ذلك القضاة على اعتماد مقاربة مختلفة تتناول كل ملف على حدة وتأخذ في الاعتبار الوسائل المتقدمة التي يعتمدها الجهاديون لإخفاء نواياهم لكنه رفض في الوقت نفسه تحميل القضاء مسؤولية هذا العمل الإرهابي . كما أعرب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عن تأييده الجمعة تعليق التمويل الخارجي للمساجد بشكل مؤقت لكنه أعرب في المقابل عن الأمل في فتح صفحة جديدة مع مسلمي فرنسا بعد سلسلة اعتداءات دموية هزت البلاد. وصرح فالس في ذات المقابلة علينا العودة إلى البداية وبناء علاقة جديدة مع مسلمي فرنسا وأعرب عن تأييده لوقف التمويل الخارجي لبناء مساجد لفترة من الزمن وفي أن يتم إعداد الأئمة في فرنسا وليس في مكان آخر .