ذو القعدة هو الشهر الحادي عشر من السنة القمرية (أو التقويم الهجري) وهو الشهر الذي يسبق الحج وهو أول الأشهر الحرم المذكورة في القرآن الكريم. أشار ابن منظور في لسان العرب: أن التسمية مشتقة من قعود العرب فيه حيث قال: (وذو القَعْدة اسم الشهر الذي يلي شوالاً وهو اسم شهر كانت العرب تَقْعد فيه وتحج في ذي الحِجَّة. وقيل سمي بذلك: لقُعُودهم في رحالهم عن الغزو والميرة وطلب الكلأ) فيعتقد أن أصل التسمية تقوم على فكرة القعود عن الحرب. يقول البيروني: وذي القعدة للزومهم منازلهم. ويقول: ثم ذو القعدة لما قيل فيه اقعدوا أو كفوا عن القتال. وفي اللسان: ...وقيل سمي بذلك لقعودهم في رحالهم عن الغزو والميرة وطلب الكلأ. وجاء في المصباح المنير عند تفسيره أسماء الأشهر الاسلامية (وذو القعدة لما ذللوا القعدان)... والقعدان جمع قعود وهو ابن الجمل. وأما في السريانية فأنه يفيد الركوع وحني الركب. فيكون قد سمى ذا القعدة استعدادا للحج أو لأنه كان في الجاهلية شهرا مقدسا محرما لا يحل فيه القتال. أحد الأشهر الحرم هي أربعة أشهر كما قال الله: {إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوات وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة:36]. وقد فصّل النبي ما أجمله القرآن وبيَّن أن هذه الأشهر هي: رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم قال: ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان). وذكر القرآن حرمة شهر ذي القعدة وذلك في قوله تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة:194]. فالآية نزلت في حبس قريش للمسلمين عام الحديبية عن البيت في شهر ذي القعدة الحرام فاعتمر صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء في السنة التالية في شهر ذي القعدة.