أرجأت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة أمس النّظر في ملف شرطي ورعيتين إفريقيتين الذين ينشطون ضمن عصابة ترويج الهيرويين إلى شهر مارس المقبل لغياب دفاع أحد المتّهمين· حيث يتابع المتهمون بجناية استيراد المخدّرات وجنح المتاجرة في المخدّرات واستهلاكها والإقامة غير الشرعية والتزوير واستعمال المزوّر وانتحال اسم كاذب وجنحة تسهيل إقامة أجنبي بصفة غير قانونية· تفكيك هذه الشبكة الخطيرة كان شهر سبتمبر 2009 على إثر إلقاء مصالح الأمن بمنطقة برج الكيفان القبض على شابّ أثار الانتباه والشكوك بمقهى شعبي، حيث ضبطت بحوزته كبسولة من مخدّر الهيرويين· وقد أسفر التحقيق مع هذا الأخير عن أن المشتبه فيه يتعامل مع شبكة متكوّنة من ثلاثة أفارقة ومتّهمين آخرين أحدهما رجل أمن بالعاصمة، مهمّتهما ترويج المخدّرات من نوع الهيرويين والتفاوض مع الأفارقة حول الأسعار بحكم أنهما يتقنان اللّغة الإنجليزية· وعليه، قامت مصالح الضبطية القضائية بالاتّفاق مع المتّهم الأوّل بنصب كمين للتفاوض مع باقي أفراد العصابة قصد شراء كمّية كبيرة من الهيرويين من أجل إعادة بيعها مرّة أخرى· وفي هذا الصدد طلب المتّهم لقاء أعضاء العصابة الإفريقية، وبحكم أنه لا يتكلّم اللّغة الإنجليزية اتّفق الأفارقة مع شريكيهما على الالتقاء في مدينة القرية بزرالدة من أجل التفاوض حول كمّية الهيرويين· وبمجرّد وصول المتّهم الأوّل إلى مكان الحادثة وجد الأفارقة في انتظاره رفقة شريكيهما، الشرطي وصديقه اللذان كانا سيتكفّلان بترجمة الحديث الذي سيجمع أطراف القضية من الإنجليزية إلى اللّغة العربية من أجل الاتّفاق على سعر غرام واحد من الهيرويين المعروض للبيع، والذي يقدّر ب 300 غرام· وخلال عملية المداهمة التي قامت بها مصالح الأمن لمنزل الرعايا الأفارقة وجدت كمّية معتبرة من المخدّرات من نوع الهيرويين، بالإضافة إلى خلطات مجهولة التسمية تستعمل في صناعة مواد مخدّرة، لكن أفراد العصابة فنّدوا خلال التحقيق متاجرتهم بالمخدّرات مؤكّدين أن الكمّية التي كانوا بصدد بيعها للمتّهم الأوّل وجدوها في الشقّة التي استأجروها في زرالدة، والتي كانت ملكا في السابق لرعايا إفريقيين آخرين كانوا بالفعل يتاجرون في السموم بشتى أنواعها·