أحال مؤخّرا قاضي التحقيق لدى محكمة الحرّاش بالعاصمة، عصابة ترويج الهيرويين التي تضمّ 6 متّهمين، من بينهم شرطي ورعيتين إفريقيتين، على العدالة للفصل في جملة التّهم المتابعين بها والمتعلّقة بتكوين جماعة أشرار والاتّجار غير الشرعي في المخدّرات بعد أن أحبطت مصالح الأمن عملية ترويج 500 غرام من الهرويين على مستوى مدينة زرالدة· تفكيك هذه الشبكة الخطيرة كان شهر سبتمبر الفارط على اثر إلقاء مصالح الأمن بمنطقة برج الكيفان القبض على شابّ أثار الانتباه والشكوك بمقهى شعبي، حيث ضبطت بحوزته كبسولة من مخدّر الهيرويين· وقد أسفر التحقيق مع هذا الأخير عن أن المشتبه فيه يتعامل مع شبكة متكوّنة من ثلاثة أفارقة ومتّهمين آخرين أحدهما رجل أمن بالعاصمة، مهمّتهما ترويج المخدّرات من نوع الهيرويين والتفاوض مع الأفارقة حول الأسعار بحكم أنهما يتقنان اللّغة الإنجليزية· وعليه، قامت مصالح الضبطية القضائية بالاتّفاق مع المتّهم الأوّل بنصب كمين للتفاوض مع باقي أفراد العصابة قصد شراء كمّية كبيرة من الهيرويين من أجل إعادة بيعها مرّة أخرى· وفي هذا الصدد، طلب المتّهم لقاء أعضاء العصابة الإفريقية، وبحكم أنه لا يتكلّم اللّغة الإنجليزية اتّفق الأفارقة مع شريكيهما على الالتقاء بمدينة القرية بزرالدة من أجل التفاوض حول كمّية الهيرويين· وبمجرّد وصول المتّهم الأوّل إلى مكان الحادثة وجد الأفارقة في الانتظار رفقة شريكهما الشرطي وصديقه اللذين كانا سيتكفّلان بترجمة الحديث الذي سيجمع أطراف القضية من الإنجليزية إلى اللّغة العربية من أجل الاتّفاق على سعر الغرام الواحد من الهيرويين المعروضة للبيع، والتي قدّرت ب 300 غرام· وخلال عملية المداهمة التي قامت بها مصالح الأمن لمنزل الرّعايا الأفارقة وجدت كمّية معتبرة من المخدّرات من نوع الهيرويين، بالإضافة إلى خلطات مجهولة التسمية تستعمل في صناعة مواد مخدّرة، لكن أفراد العصابة فنّدوا خلال التحقيق متاجرتهم في المخدّرات مؤكّدين أن الكمّية التي كانوا بصدد بيعها للمتّهم الأوّل وجدوها في الشقّة التي استأجروها في زرالدة، والتي كانت ملكا في السابق لرعايا إفريقيين آخرين كانوا بالفعل يتاجرون في السّموم بشتى أنواعها· ومن المنتظر أن يحال المتّهمون على العدالة للفصل في قضيتهم بعد انتهاء مجريات التحقيق التي استغرقت ثلاثة أشهر·