مايزال سكان مداشر "عين عيسى" ببلدية بن شيكاو الواقعة على بعد نحو 19 كيلومتر جنوبالمدية، يعيشون حياة بدائية بمعنى الكلمة، والزائر لها يلاحظ جملة النقائص التي رسمت ديكورا من البؤس والمعاناة اليومية لعائلات هذه المنطقة،كمظاهر العزلة والتهميش على مستوى كل الأصعدة الاجتماعية والإقتصادية،تتقدمها مشاكل عدم ربط منازل المنطقة بشبكة غاز المدينة الذي اعتبره الذين تحدثوا إلينا من بين أولويات انشغالاتهم اليومية،كونه مادة ضرورية لكل مداشر المنطقة بالنظر إلى البرودة الشديدة التي تتميز بها جغرافية بن شيكاو على مستوى مناطق ولاية المدية في فصل الشتاء،أين تقترب درجة حرارتها من درجة الحرارة بموسكو، أي مادون الصفر في أغلب الأحيان،كما تشهد ذات المنطقة تساقطا معتبرا للثلوج يفوق سمكه أحيانا الخمسين سنتيما. وحسب ذات المصادر فإن سقف معاناة المواطنين بعين عيسى يبلغ ذروته حينما يجبرون على اقتناء قارورة غاز البوتان بسعر يصل بعض الأحيان إلى 400دج للقارورة حينما تعزل الثلوج السكان عن عالمهم الخارجي،وحسب المعلومات المستقاة من عية المكان فإنهم الثلوج المتساقطة الأسبوع الفارط تسببت في قطع المسالك المؤدية لدرجة ارتفاع قارورة غاز البوتان إلى 250د.ج.مما أجبر البعض من فئة المعوزين إلى الاستعانة بالأحمرة لجلب مادة الحطب من الغابة المجاورة،معرضين حياتهم للأخطار المحدقة بحياتهم وأبنائهم،بفعل تواجد الحيوانات المفترسة بغابات الجهة مثل الذئاب والخنازير، ولخص لنا بعض السكان المنحدرين من مداشر كل من "حوش القسط" و"العرايبية" و"عين القايد" و"الزراقطة" بعض المشاكل الأخرى منها الفوضى الكبيرة التي يعانيها سكان المنطقة،لعدم وصول بعض الناقلين إلى خط النهاية الشيء الذي يكلف المسافرين الانتظار لساعات طوال، للتنقل إلى عاصمة الولاية المدية،بهدف العمل أو قضاء مختلف حوائجهم اليومية في مقدمتها استخراج الوثائق الإدارية الضرورية لملفاتهم، وفي سياق الحديث ذاته طالب السكان من السلطات المحلية والولائية المعنية بصيانة شبكة الطرقات التي أضحت لا تصلح حتى لعبور الجرارات، إضافة إلى مشكلة التزود بالماء الشروب الذي يعرف تذبذبا في التوزيع بسبب عمليات الانقطاع المتكررة التي جعلت حنفيات المساكن عرضة لنسيج العناكب،لانقطاع سيولة المادة الضرورية للحياة أكثر من شهر في فصل الصيف حسبهم، ومما زاد معاناة سكان"العرايبية" هو انقطاع تدفق مياه "عين عثمان" التي كانت تروي عطشهم وتقضى حاجاتهم ليحرموا منها إلى يومنا هذا، ليبقى هذا ديكورا كاريكاتوريا يصنع حياتهم اليومية،حتى إشعار أخر.