يشكو سكان قرية ''ثيغيلت نلوح''، التابعة لبلدية ماكودة، والواقعة على بعد 25 كلم شمال مدينة تيزي وزو، من نقائص بالجملة في كل مناحي مجالات الحياة جراء عدم مراعاة السلطات المحلية لمختلف انشغالاتهم المتعلقة بالحياة اليومية· تشهد قرية ثيغيلت نلوح انعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة كالغاز، الماء، وانقطاع التيار الكهربائي بصفة متكررة خصوصا الغياب التام لكل أنواع الخدمات، وهو الوضع الذي جعلهم يعيشون في ظروف جد صعبة أثقلت كاهلهم اليومي· فهذه القرية ذات الطابع الجبلي ظلت ولسنوات طويلة بعيدة عن اهتمام مختلف السلطات الوصية منها البلدية والولائية، فالإهمال، التهميش، الإقصاء عوامل اشتركت في صنع الحياة اليومية لسكان المنطقة· أما الفقر، الجهل والعزلة فأصبحت ثالوثا عويصا يؤرقهم يوميا، إذ تشهد هذه القرية كذلك غيابا تاما لفرص العمل، حيث تعتبر البطالة الشبح الأسود الذي يلازم شبابها، الأمر الذي جعلهم يصرفون النظر عن مختلف آمالهم في الحصول على منصب شغل يجنون منه قوت يومهم أمام غياب الجهات المسؤولة المكلفة بمناصب الشبكة الاجتماعية أو مديرية العمل والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب· وأمام الغياب الفادح لفرص الشغل بهذه القرية المنسية، اضطر بعض الشباب للعمل في المهن الشاقة، فالبعض منهم يقومون بقطع الحطب من الغابات المجاورة وبيعه، والبعض الآخر يقومون بالأعمال الفلاحية كتربية المواشي وغرس بعض المستثمرات الفلاحية، حيث ظلت هاتين الأخيرتين مصدر رزق العديد من عائلات هذه القرية، لكن هناك عوامل حالت دون تحقيق الأهداف المرجوة كون المنطقة جبلية ويغيب فيها التشجيع من طرف السلطات خصوصا مع نقص الماء الذي يعتبر العصب الحيوي للقطاع الفلاحي، إضافة إلى عدم استفادة الفلاحين من مصادر التمويل والدعم الفلاحي على غرار باقي فلاحي المناطق الأخرى· وفي سياق متصل، يعاني سكان قرية ثيغيلت نلوح من انعدام ضروريات الحياة الكريمة كالغاز الطبيعي، حيث يعتمد السكان على توفير الطاقة بقطع الحطب من الغابات المجاورة واستخدامه في الطهي والتدفئة لاسيما مع البرودة الشديدة التي تشهدها المنطقة، حيث يعتمد السكان في توفير الطاقة والتدفئة على غاز البوتان، لكن هذا الأخير يعرف في فصل الشتاء خللا كبيرا· وما يزيد الوضع تأزما هو أن المنطقة معزولة لا تصل إليها شاحنات توزيع قارورات الغاز مما يتحتم على السكان قطع مسافات طويلة بالانتقال إلى القرى والمداشر المجاورة لجلب قارورات غاز البوتان على الحمير أو على أجسادهم· كما تعرف هذه القرية انعداما تاما لكل أنواع المرافق الترفيهية، حيث لم يخصص لها حتى مساحة صغيرة للعب كرة القدم، كما هو شأن العديد من القرى، إذ لم يخف سكان القرية أن الآفات الاجتماعية الخطيرة على غرار تعاطي المخدرات، المشروبات الكحولية··· وغيرها من الممنوعات أصبحت السبيل الوحيد الذي يتهرب إليه الشباب قصد نسيان آلام حياتهم· وجراء تفاقم معاناة سكان قرية تيفاو، فهم يطالبون من السلطات المعنية وخصوصا المحلية منها بضرورة التدخل وبرمجة مشاريع تنموية التي من شأنها إخراجهم من العزلة المفروضة عليهم والتقليل من معاناتهم اليومية·