من السنة النبوية والقرآن الكريم هذه بعض أحكام الأضحية أبو ذر القصراوي تعتبر الأضحية في العيد من الذبح لله تعالى فهي عبادة من العبادات التي شرعها الله إحياء لسنة خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْح عَظِيم ) [الصافات: 106-107] قال العلامة السعدي رحمه الله: صار بدله ذبح من الغنم عظيم فكان عظيما من جهة أنه كان فداء لإسماعيل ومن جهة أنه من جملة العبادات الجليلة ومن جهة أنه قربانا وسنة إلى يوم القيامة ولهذا لها شأن عظيم وأجر كبير قال الله تعالى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج:37] (ولكن يناله التقوى منكم) أي: يتقبله ويجزي عليه وقال عليه الصلاة والسلام: (ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدّم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فطيبوا بها نفسا). لما كانت الأضحية من العبادات كان لزاما على المسلمين معرفة أحكامها فلا يخفى أن العبادة يجب أن يتوفر فيها شرطان لتقبل من الله تعالى وهما الإخلاص والمتابعة: أي أن يراد بالعبادة وجه الله وأن تكون موافقة لشرع رسول الله وعمله ولاتخالفه. الأضحية سنة مؤكدة: وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أراد أن يضحي فدخل العشر فلا يأخذ من شعره ولا بشرته شيئا) فهي إذا سنة مؤكدة لأن الواجب لا يعلق على الإرادة كما ذكر ابن قدامة في المغني والسنة المؤكدة هي ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وداوم عليه ودل الدليل على أنه ليس بواجب. أفضل الأنعام في الأضحية: أفضلها الإبل ثم البقر ثم الغنم (الضأن ثم المعز) وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الرقاب أفضل فقال: (أَغْلَاهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا) والأفضل التضحية بالبيضاء منها لأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين والأملح هو الأبيض الخالص البياض. العيوب التي تُرد بها الأضحية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَرْبَعٌ لاَ تُجْزِئُ فِي الأَضَاحِي: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لاَ تُنْقِي) والعوراء هي التي انخسفت عينها ويدخل في العوراء العمياء والتي يغشى البياض معظم ناظرها والمريضة هي الشديدة المرض وأما المرض العادي فلا بأس به والعرجاء هي التي بها عرج فاحش ويدخل فيها مكسورة الرجل والتي لا رجل لها والكسيرة التي لا تنقى أي الضعيفة الهزيلة التي لا مخ في عظامها فهذه العيوب المذكورة هي التي لا تجزيء في الأضاحي. وقت ذبح الأضحية: يجب ذبح الأضحية بعد صلاة العيد والأفضل أن تذبح بعد الخطبتين لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذبحها قبل صلاة العيد فلا تعتبر أضحية وعبادة للحديث البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعا: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ) ولقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ ذَبَحَ أُضْحِيّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلّيَ أَوْ نُصَلّيَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَىَ) وينتهي وقت الأضحية بغروب الشمس في آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ويجوز ذبحها في الليل أو في النهار ولا حرج من ذلك. أحكام أخرى: يحرم على المضحي إذا دخل شهر ذو الحجة أن يأخذ من شعره وظفره وبشرته حتى يضحي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ) وفي رواية ة: ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا) ولعله يقول قائل كيف يأخذ الإنسان من بشرته والجواب هو أن يكون مثلا دخل في الإسلام ولم يختتن بعد وأدركته هذه الأيام ونوى الإختتان والأضحية فلا يختتن فيها بل يفعله بعد الأضحية وأما من أخذه لعذر فلا حرج عليه كمن جرح برأسه فقص شعره أو آلمه ظفره فنزعه هذا ويشترط على الذابح أن يذكر اسم الله عليها فيقول: بسم الله والله أكبر اللهم هذا منك ولك ويستحب استقبال القبلة عند ذبحها وأن يحد شفرته كي لا يعذبها.