تصاعدت الحرب الكلامية بين "شيخي" المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى حدود لم تبلغها من قبل، ووصل الأمر إلى أن أخرج كلّ منهما الآخر من ملة الإسلام، بسبب قضية الحجّ.. ورد مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، على الهجوم الذي شنه المرشد الإيراني علي خامنئي على بلاده على مستوى الطبقة السياسية والدينية، فاتهم المرشد ب"العداء للإسلام" والتحدث من منطلق الخلاف مع الطائفة السُّنية، حسب ما نقل موقع "سي إن إن بالعربية"، الثلاثاء. وقال آل الشيخ، في تعليق لصحيفة "مكة" السعودية، إن تهجم خامنئي على السعودية وطعنه في إجراءاتها الخاصة بموسم الحج "أمر غير مستغرب على هؤلاء" على حد تعبيره، مضيفاً "يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديداً مع أهل السُّنة والجماعة". وأعرب مفتي السعودية عن ثقته بأن من اتهمهم ب"محاولة التشويش على خدمة السعودية للحج والحجيج وقاصدي الحرمين الشريفين" لن ينالوا مرادهم، معيداً ذلك إلى قوله أن المسلمين "كلهم ثقة بما تقوم به حكومة هذه البلاد من خدمة للحرمين بناء وتشييداً وتوسعة" وفق تعبيره. وشن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي،، هجوما لاذعا على المملكة العربية السعودية، واتهم حكامها بأنهم لا يعرفون الله وعديمو الضمير، ودعا المسلمين إلى التفكير جديا بإدارة الحرمين الشريفين، حسبما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية. وفي كلمة وجهها إلى حجاج بيت الله الحرام، قال خامنئي، إن "الحكام السعوديين الذين صدّوا هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام، وسدّوا الطريق عن بيت الحبيب، على الحجاج الإيرانيين الغيارى المؤمنين، هم ضالون مخزيّون يعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهنا بالدفاع عن مستكبري العالم، وبالتحالف مع الصهيونية وأمريكا، وبالسعي لتحقيق مطالبهم، ولا يتورّعون في هذا السبيل عن أي خيانة". وأضاف: "تمضي اليوم قرابة السنة على أحداث منى المدهشة، التي قضى فيها عدة آلاف نحبهم مظلومين في يوم العيد، وبثياب الإحرام، تحت الشمس، وبشفاه ظامئة. وقبل ذلك بفترة وجيزة تضرّج عددٌ من الناس في المسجد الحرام بدمائهم وهم في حال عبادة وطواف وصلاة. الحكام السعوديون مقصّرون في كلا الحادثتين، وهذا شيء أجمع عليه كل الحاضرين والمراقبين والمحللين التقنيين".