روى الطبراني عَنْ سَعِيدِ بن أَوْس الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الطُّرُقِ فَنَادَوْا: اغْدُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَبّ كَرِيم يَمُنُّ بِالْخَيْرِ ثُمَّ يُثِيبُ عَلَيْهِ الْجَزِيلَ لَقَدْ أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ فَإِذَا صَلَّوْا نَادَى مُنَاد : أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إِلَى رِحَالِكُمْ فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْيَوْمُ فِي السَّمَاءِ يَوْمَ الْجَائِزَةِ) رواه الطبراني في الكبير وضعفه الألباني. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .... وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِى آخِرِ لَيْلَة قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهِىَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ لاَ وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ رواه أحمد والبزار والبيهقي ورواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب إلا أن عنده وتستغفر لهم الملائكة بدل الحيتان وضعفه الألباني روى أن عليا ابن أبي طالب رضي الله عنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه ماذا فات من فاته الخير في رمضان وأي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان!! معاشر الصائمين القائمين الشاكرين الذاكرين المكبرين إخوتاه يا من صمتم وقمتم وخشعتم ودعوتم هنيئا لكم هنيئا لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه هنيئا لمن قام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه هنيئا لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه. هنيئاً لمن صابر وصبر وصلى لله وشكر هنيئاً لمن تلا كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار وناجاه واستغفره بالأسحار هنيئاً لمن رجاه ودعاه مستحضراً قوله سبحانه وتعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة:186) هنيئاً لمن فطَّر فيه صائماً وأطعم جائعاً وأعطى سائلاً هنيئاً لمن أحسن إلى يتيم وأدخل الفرحة إلى قلب أسير وأحيى كبد مسكين هنيئاً لمن أتم فريضته وختم عبادته هنيئاً لمن تقبله الله في رمضان. هنيئا لكم الفرح بطاعة الله: والمؤمن يفرح بإتمام طاعته لله والفرحة والعيد الأكبر يوم أن نلقي الله {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (يونس :58) وروى البخاري ومسلم واللفظ له عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْف قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِى لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ . وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ مسلم غدا توفى النفوس ما كسبت *** ويحصد الزارعون ما زرعوا إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم *** وإن أساؤوا فبئس ما زرعوا يقول الإمام علي كرم الله وجهه: اليوم عيد لمن قبل صومه وشكر سعيه وغفر ذنبه اليوم لنا عيد وغدا لنا عيد وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد. لذلك ارتبطت أعياد المسلمين بأركان الإسلام فعيد الفطر يأتي بعد ركن الصوم وعيد الأضحى يأتي مع ركن الحج ليعلم المؤمن أن الفرح بطاعته لمولاه عمر بن عبدالعزيز: يرى ابنه يوم العيد يلبس ملابس رثة فطأطأ رأسه وبكي فقال له ما يبكيك يا أبتاه فقال خشيت أن ينكسر قلبك بين الأولاد في يوم العيد .... فقال يا أبتاه إنما ينكسر قلب من عرف ربه فعصاه. فليس العيد لمن لبس الجديد وأكل اللحم والثريد ولكن العيد لمن طاعته لربه تزيد.