اعتبر فريد اسماعيل وهو كادر من جماعة الاخوان المسلمين ان استقالات هيئة مكتب الحزب الوطني الحاكم بمصر "مؤشر على تداعي النظام". وقال "ان اعمدة النظام تتهاوى وهذا يعني ان ثورة الشباب احدثت زلزالا كبيرا والعديد من رموز النظام تسقط، انه يحاول ان ينقذ نفسه". وكان التلفزيون المصري اعلن مساء السبت استقالة هيئة مكتب الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم، التي تشكل اعلى هيئة قيادية فيه والتي تضم جمال مبارك ابن الرئيس المصري. وقال التلفزيون ان الرئيس حسني مبارك "بصفته رئيس الحزب عين حسام بدراوي امينا عاما للحزب وللجنة السياسيات". وبذلك يخلف بدراوي، وهو طبيب ورجل اعمال، كلا من صفوت الشريف الامين العام للحزب وجمال مبارك الامين العام المساعد للحزب امين لجنة السياسات. وكانت هيئة مكتب الحزب الوطني تضم اضافة الى صفوت الشريف وجمال مبارك كلا من علي الدين هلال امين الاعلام واحمد عز امين التنظيم الذي استقال قبل بضعة ايام، وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ومفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونيى وشؤون مجلسي الشعب والشوري. واعتبرت الادارة الاميركية ان هذه الاستقالات "خطوة ايجابية" ولكنها غير كافية. يذكر انه تم استبعاد رجال الاعمال المقربين من جمال مبارك الذين كانوا يتولون مناصب هامة في الحكومة السابقة من التشكيلة الحكومية الجديدة التي اعلنها رئيس الوزراء الفريق احمد شفيق في يناير الحالي. وكان جمال مبارك (47 سنة) يعتبر الى حد كبير الخليفة المحتمل لوالده الذي يتولى الحكم منذ عام 1981. الا ان حركة الاحتجاج الشعبي غير المسبوقة التي تشهدها مصر منذ 13 يوما قضت على كل طموحاته في هذا المنصب واعادت الى الواجهة المؤسسة العسكرية التي لم تنظر يوما بعين الرضى الى امكانية تولي هذا المصرفي الذي لم ينتم اليها يوما قيادة البلاد. ولا يحظى جمال مبارك واصدقاؤه من رجال الاعمال الذين يتبنون سياسة تسريع خصخصة الاقتصاد المصري بتاييد غالبية الشعب الذي يعيش اكثر من 40% من افراده باقل من دولارين يومياً.