لطالما اقترن بمجتمعنا المثل الشعبي القائل "الحدايد للشدايد" ومعناه أن النسوة يقمن باقتناء الذهب وجمعه على مر السنين لغرضين، لتعليقه في الأفراح والمناسبات السعيدة هذا من جانب، جانب آخر وهو الأهم يتمثل في بيعه أو رهنه عند حدوث عقبات، واصطدامهن بمشاكل على غرار المرض أو الديون الواقعة على الأسرة، لكن هناك من تنصاع للأمر الواقع عليها إلا أن هناك من النسوة من يرفضن التخلي عن شقاء عمرهن بتلك السهولة فيدخلن في متاهات لا نهاية لها مع الأزواج ربما قد تكاد تصل إلى الشقاق والفرقة. خ. نسيمة ما هو شائع في مجتمعنا أن من جمعت الذهب كمن ادخرت المال فمهما رحنا أوعدنا فهو من المعادن الثمينة التي تلهث النسوة على جمع اكبر قسط ممكن منها دليل ذلك تنافسهن فيما بينهن حول من تملك أكثر، وعلاقة المرأة بذلك المعدن الخالص هي منذ زمن بعيد، لاستعماله في عدة أغراض على غرار تعليقه والتزين به في المناسبات والأعراس وكذا في الأعياد، إلا انه يفي ببعض الأغراض الأخرى إذا نظرنا من جانب الشدائد كاصطدام الأسر ببعض العقبات مما يجبر النسوة على العودة إلى مجوهراتهن من اجل بيعها أو رهنها. لكن هناك من تنصاع إلى ذلك الأمر المحتوم طواعية وهناك من ترفض ذلك مما يعرضها إلى مشاكل مع أطراف أخرى قد تصل إلى حد الطلاق لاسيما مع الزوج بعد أن يتيقن من أن الزوجة لم تسعفه في وقت الشدة وتنكرت له في وقت حاجته لها، مع حلول تلك الأزمة المالية التي أصابت الأسرة نتيجة مرض أو كربة حلت بها أو حتى من اجل استثمار عائدات الذهب في مشروع ما اختاره الزوج قصد مواجهة معترك الحياة وبناء أسرة متلاحمة. تقول السيدة فيروز أنها تعشق الذهب إلى حد الجنون وبحكم أنها موظفة اقتنت العديد من المجوهرات عن طريق التقسيط، إلا أنها بإمكانها أن تستغني عنه أن استدعتها الظروف إلى ذلك كحصول مرض لقدر لها أو نكبة تحل بالعائلة فهي لا تتوانى عن تقديمه لزوجها لبيعه والاستفادة من مداخيله، وتعويضها عنه في حال تحسن أوضاع الأسرة خاصة وانه عيب وعار إن أدارت الزوجة ظهرها لزوجها في تلك الظروف. سيدة أخرى خالفتها الرأي وقالت أنها تعترض على الأمر فعلى الرغم من حبها للذهب مثلها مثل أي امرأة، فهي لا تعارض منحه لزوجها متى احتاج إليه، وذكرت أنها تعرضت إلى نفس الموقف حيث استنجد زوجُها بها فكانت له المرأة المطيعة، وبعد أن اجتازوا تلك العقبة عوَّضها بأحسن مما كانت تملك في السابق، لتردف أخرى أن الناس معادن وليس كل الرجال محل ثقة وقات أنها على معرفة بنسوة أنقذن رجالهن في بعض الحالات المتأزمة وعلى الرغم من وعودهم لهن باستخلاف ما ضيعن من ذهب إلا أنهم لم يوفوا بوعودهم مما أدخلهن في حالة من الندم والاستياء، على خلاف بعض الأزواج الذين لا يهون عليهم ممارسة تلك الأفعال باتجاه زوجاتهم بعد أن وقفن معهم تلك المواقف الشجاعة. وعلى الرغم من تداول مثل "الحدايد للشدايد" في مجتمعنا إلا أن تطبيقه على ارض الواقع يبقى أمرا نسبيا بين النسوة، فالكثيرات منهن يعجزن عن الاستغناء عن مجوهراتهن الذهبية بكل سهولة بعد سنين طويلة من شقاء جمعها على خلاف أخريات اللواتي يرضخن لما حتمته الظروف الصعبة.