أمهات يبعن "لاكاس" لشراء الكراريس لأبنائهن أكد عدد من بائعي المجوهرات و "الدلالة" بقسنطينة تزايد ظاهرة بيع النساء لمصوغاتهن الذهبية و التي تضاعفت حسب بعضهم مع اقتراب العيد و الدخول المدرسي. و قد شجع ارتفاع سعر هذا المعدن النفيس و تخطيه الأرقام الاعتيادية،النساء على بيع حليهن القديمة، حيث بلغ سعر الذهب المكسر"لا كاس" 2500 دج للغرام الواحد، مما دفع الكثير من ربات البيت و الأمهات إلى بيع بعض ما تملكن من حلي ذهبية لمواجهة الضائقة المالية في هذه الفترة الحرجة.و قال صائغ بحي ديدوش مراد بأن ظاهرة بيع الذهب لم تعد مرتبطة بالرغبة في استغلال المال في أداء شعائر العمرة و الحج أو اقتناء مسكن جديد مثلما جرت العادة ،و إنما باتت الحل الوحيد لدى الكثير من العائلات للخروج من الأزمة المالية الناجمة عن تزامن المناسبات الدينية مع الدخول الاجتماعي، و فرضه ذلك من مصاريف إضافية لم تتحملها الجيوب.و قالت سيدة وجدناها بمحل مجوهرات قريب من سوق العصر بأنها اضطرت لبيع أقراطها و أقراط ابنتها من أجل توفير تكاليف الدراسة من ملبس و أدوات مدرسية. و ذكرت أنها كانت تلجأ إلى بنك الرهن عادة في مثل هذه الظروف الصعبة، لكنها فضلت هذه المرة التخلي عنها كليا لأنها ملت دفع الفوائد للبنوك على حد قولها. و أضافت السيدة أنها تلقت 5400 دج فقط عن أقراط كانت قد اشترتها منذ سنتين ب 7000 دج و تحجج البائع بأن الأحجار وراء وزنها الثقيل و ليس الذهب.و ذكر أحد "الدلالة" الذي كان يسأل دون ملل كل امرأة تمر عبر الجهة العلوية لحي "الرصيف"بالمدينة القديمة بأن الكثير من النساء يسألن باستمرار عن سعر الذهب رغبة في استغلال فرصة تضاعف سعره لبيع مصوغاتهن القديمة و المكسرة.و استطرد زميل له أن أكثر الزبونات اللائي بعن حليهن هذه الأيام أخبرنه بأن أزواجهن لم يتمكنوا من توفير تكاليف الدراسة في ظل غلاء المعيشة و هو ما اضطرهن إلى بيع الذهب.وقال أحد الصاغة بأنه اشترى منذ أسبوع ما يقارب 60غرام ذهب من سيدة أخبرته بأنها مضطرة لذلك حتى لا تحرم أطفالها فرحة العيد و شراء ملابس جديدة كأترابهم.و هناك من النساء من بحثن في الأدراج و صناديق المجوهرات على القطع المكسرة "لاكاس" التي بقيت سنوات طويلة دون استغلال مثلما هو حال السيدة صباح ذات ال45 سنة و التي أخبرتنا كيف أنها وجدت في "الذهب المكسر" و غير المستعمل فوائد هذه المرة، حيث جنت من ورائه حوالي 40000دج أكدت أنها حلت بفضلها العديد من العقد. و أضافت و هي تضحك "وجدت في صندوقي قطعة من سن ذهبي لأمي رحمها الله و بعته هو الآخر". و قد قل الإقبال على شراء المجوهرات بسبب تضاعف سعره الذي وصل إلى حوالي 4000دج للغرام الواحد في الوقت الذي تضاعف فيه بيع الذهب القديم أو ما يعرف بالمكسر.و صدق من قال أن الحدايد للشدايد"(الذهب للظروف الصعبة) ، فهذا المثل الشعبي يعكس بالفعل معناه في مثل هذه الظروف الصعبة.