م· راضية قرر مجددا المئات من متعاقدين في الجيش الوطني الشعبي، ممن سرحوا إثر إصابتهم بإعاقات وأضرار جسدية ونفسية إبان العشرية الماضية، الاعتصام غدا مرة أخرى أمام مقر وزارة الدفاع الوطني للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية وبحقوقهم المتعلقة بإدراجهم ضمن المستفيدين من منحة العطب والتقاعد والتكفل بنفقات علاج هذه الفئة التي تؤكد أنها سئمت من الوعود الواهية والتماطل الحاصل في ملفهم· وحسب البيان الذي تحصلت عليه "أخبار اليوم" والممضي من طرف الناطق الرسمي لفئة المجندين المتعاقدين في الجيش بعدما أفنوا حياتهم خدمة للوطن ولأمن استقراره في عز الأزمة الأمنية الحالكة التي عصفت بالبلاد سنوات التسعينات ، فإن المئات من هؤلاء قرروا الاعتصام مجددا أمام مقر وزارة الدفاع الوطني صبيحة غد الثلاثاء، للمطالبة بحقوقهم المهنية خاصة بعدما سرحوا من مهامهم بعد عدم تمكنهم من مواصلة العمل إثر تعرضهم لمشاكل صحية ألزمتهم الفراش لمدة، خاصة وأن البعض منهم تعرضوا لإصابات أضحوا مُقعدين طوال الحياة، بحيث سيتجمهر أولئك القادمون من كل ولايات الوطن لأيام متتالية بعدما قرروا بعدها الدخول في إضراب عن الطعام إلى غاية الاستجابة إلى مطالبهم وحقوقهم المتمثلة أساسا في منحة التقاعد، منحة العجز، التعويض المادي من تاريخ الشطب إلى يوم تسوية الوضعية، الاستفادة من بطاقة التقاعد العسكري مع المطالبة بتكوين مصالح خاصة على مستوى المستشفيات العسكرية من شأنها التكفل بالأمراض المزمنة لهذه الفئة ومطالب اجتماعية أخرى، هي المطالب التي وقف عندها هؤلاء في العديد من المرات غير أنها لم تجد تجسيدا على أرض الواقع بالرغم من الوعود التي تلقوها غير أنهم اعتبروها وعودا واهية وتماطل إداري لا يخدم مثل هذه الفئة التي أفنت سنين من عمرها في أوج الأيام العصيبة التي عصفت بالبلاد من أجل صمود وسلامة الوطن· للإشارة فإن الوزارة الوصية كانت قد استقبلتهم السنة الماضية بعد اعتصامهم أمام مقرها أين تم منحها كافة الملفات التي أرفقت هؤلاء والتي تبين مدى صحة مطالبهم من بينها نسخ عقد التجنيد وقرارات الفصل من الخدمة الوطنية، ناهيك عن ملفات طبية تظهر الحالة الصحية لكل منهم، حيث أكدت لهم مديرية النشاط الاجتماعي بالوزارة آنذاك أنها ستتكفل بتلك المطالب المرفوعة خلال أجل أقصاه 3 أشهر وهو الموقف الذي أثلج صدور هؤلاء المحتجين، غير أنهم اصطدموا بعدها بعدم الاستجابة لمطالبهم بعد ذلك لما رافق قضيتهم تماطلا لم يعلن عنه سابقا مما جعلهم يجددون مطالبهم مرة أخرى بقيامهم باعتصام آخر أمام مبنى وزارة الدفاع الوطني اليوم من أجل استرجاع حقوقهم المهضومة خاصة وأنهم أفنوا أنفسهم وأجسادهم من أجل أن تحيا الجزائر وشعبها في أمن واستقرار في عزّ مرحلة سنوات الدم والتي خلفت من ورائها الكثير من الأعباء والنكبات أهمها ما يعانيه هؤلاء المجندين المتعاقدين الذين يعيش من بينهم أشخاص فقدوا أغلى ما لديهم وهي الصحة، حيث يوجد من بينهم ما تعرض إلى عاهات مستديمة أطرحته الفراش مما يدعو إلى تدخل السلطات من أجل إقرار حقوقهم المتمثلة في منحة العطب والتقاعد إلى جانب التكفل الصحي ببعض الحالات الصعبة ومساعدتهم في العلاج خاصة وأن أغلبهم حاصلين على ملفات تثبت حالتهم الصحية على أنهم مصابون بأمراض السكري، القلب، السرطان، العجز الكلوي، الأمراض العقلية وغيرها من الأمراض الأخرى التي تتطلب المراعاة والتكفل بها·