غرق في المتوسط وطرد في أوروبا ** تتأزم مأساة اللاجئين في العالم مع تواصل النزاعات عبر مناطق عديدة من العالم وعلى رأسها سوريا والعراق وليبيا مما يدفع هؤلاء إلى المغامرة بالإبحار في المتوسط في رحلة هي أقرب منها للموت منها للحياة والحياة التي غالبا ما تنتهي في ملاجئ ومخيمات أوروبا التي بدأت تحشد قواتها لطرد المهاجرين وإرجاعهم إلى بلدانهم ليموتوا بسلام بعيدا عن أراضيها. ق. د/وكالات الاستعدادات لإغلاق مخيم المهاجرين في كاليه الفرنسية المعروف بالغابة لا تتسم بالهدوء فالشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل الدخان بعد تلقيها رشقات الحجارة من المهاجرين المعترضين على قرار إخلاء المخيم. وتناقلت وسائل إعلام أجنبية أخبارا وصورا عن إقدام نحو 50 مهاجراً يوم السبت على إلقاء الحجارة على رجال الشرطة الذين ردوا برمي قنابل الدخان وهم مدججون بالهراوات. ومن المتوقع أن توزع السلطات الفرنسية نحو 10 آلاف منشور على المهاجرين الموجودين في مخيم كاليه الذي يحوي نحو 10 آلاف مهاجر (الأرقام الرسمية تشير إلى وجود نحو 6500 مهاجر) بأن تجريف المخيم حان وقته وأن السلطات ستنقلهم إلى مراكز إيواء أخرى موزعة في أنحاء فرنسا مع إعطاء الفرصة لمن يريد منهم في تقديم طلب لجوء في فرنسا. وتبدي جمعيات خيرية قلقها حيال المهاجرين الرافضين مغادرة كاليه لأن البقاء فيه بالنسبة لهم يعني أن الأمل في الوصول إلى بريطانيا لم ينقطع رغم صعوبات حصول ذلك مع زيادة الرقابة وتشديدها في معبر المانش في الدولتين. وكانت الشرطة الفرنسية أشارت في تصريحات إعلامية بأنها لن تستخدم القوة مع المهاجرين عند إخلاء المخيم المتوقع اليوم في حين أشارت مصادرها أنه في حال واجهتهم حالات رفض للإخلاء والمغادرة عندها تجد نفسها مضطرة للتدخل. وأشارت أنباء بأن 60 حافلة ستخلي المهاجرين من المخيم على ثلاثة أيام تبدأ صباح اليوم الإثنين بمعدل ثلاثة آلاف مهاجر يوميا. فحسب التقديرات المخيم يحوي بين ثمانية إلى 10 آلاف مهاجر. وأشارت وسائل إعلامية إلى أن نحو ألفي مهاجر غادروا المخيم قبل أن يحين موعد الإخلاء بعضهم توجه نحو باريس ومنهم من ينوي اللجوء إلى إيطاليا. تجدر الإشارة إلى أن السلطات الفرنسية لا تزال بانتظار تلقي الرد من الحكومة البريطانية بخصوص الموافقة على لم شمل نحو 1300 طفل وقاصر موجودين في المخيم من دون أولياء أمورهم ويريدون الالتحاق بعائلاتهم في المملكة المتحدة. ولا تزال بريطانيا الوجهة المفضلة للمهاجرين المقيمين في مخيم كاليه عموماً لعوامل عدة منها لم الشمل مع عائلاتهم المستقرة هناك وعامل اللغة وسهولة إيجاد فرص للعمل واستكمال الدراسة. إنقاذ نحو سبعة آلاف لاجئ بمياه المتوسط خلال أسبوع في الأثناء أنقذ نحو سبعة آلاف لاجئ خلال أسبوع عبر عمليات مشتركة تمت في البحر الأبيض المتوسط وترافقت هذه الموجة اللافتة من اللجوء عبر ما تعرف بقوارب الموت مع مناشدات أطلقتها منظمات إنسانية لتقديم مزيد من الدعم لمواجهة أزمة اللاجئين. وقالت المنظمات إن أعدادا كبيرة من طالبي اللجوء تتعرض حياتهم للخطر خلال محاولاتهم العبور إلى الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. من جهتها نفت القوات البحرية الليبية اتهامات منظمة إغاثة بأن أحد طواقمها هاجم قارب لاجئين يقل نحو 150 شخص مما أدى إلى سقوط بعضهم في البحر وغرق أربعة على الأقل. وكانت منظمة سي ووتش الإنسانية قالت إن قاربا سريعا يحمل شعار خفر السواحل الليبي هاجم قارب اللاجئين قبل توجه زورق تابع للمنظمة لمساعدتهم. ويواجه أغلب المهاجرين الهاربين من النزاعات أو الاستبداد السياسي أو الفقر في بلدان مثل نيجيريا وشمال مالي وجنوب السودان وإريتريا أشد المصاعب أثناء عبور الصحراء نحو الشواطئ الليبية. وغالبا ما يكون الموت مصيرا محتوما لكثير منهم فمن لم يلق حتفه بسبب العطش في الصحراء غالبا ما يهلك غرقا في البحر الأبيض المتوسط يأتي ذلك بينما تقول هيئات الإغاثة إن الوقت قد حان لإيجاد حل جذري لهذا الوضع المأساوي. وفي هذا السياق يقول منسق أطباء بلا حدود فاري سكيبرز إنه لا بد من عمل ما لتفادي غرق هؤلاء الناس مشيرا إلى أنهم يريدون أن يتم إيجاد حل لهذه المشكلة. من جهته يقر منسق عمليات منظمة أس أو أس في المتوسط ماثياس منغ بأن ما يقومون به ليس هو الحل بالضرورة بل مجرد استجابة لحالة طوارئ. وأضاف أن الأزمة ستستمر ما لم تتغير السياسات علينا أن نحسن ظروف هؤلاء الناس في بلدانهم الأصلية ونتوقف عن استغلالهم.