حققت ولاية تيبازة في السنوات الأخيرة نجاحا كبيرا في مجال السكن الريفي الذي شجع آلاف العائلات على العودة إلى قراها ومداشرها بعد أن هجرتها في العشرية السوداء، حيث استفادت من إنجاز نحو 3 آلاف وحدة سكنية مدعمة من طرف الدولة، أين رافقتها برامج تنموية كثيرة ومتنوعة والمتمثلة في فك العزلة عن سكان الدواوير النائية وتحسين الإطار المعيشي لهم. وحسب ما أكده مدير الوكالة العقارية لتيبازة أن ذات الولاية استفادت من نحو 3600 إعانة في مجال السكن الريفي، حيث تم إستيلام 2400 وحدة سكنية، فيما لا تزال 1200 وحدة ريفية في طور الإنجاز، حيث سيتم توزيعها خلال انطلاق السداسي الثاني من هذه السنة أي في شهر جويلية القادم. وأضاف ذات المسؤول أن هذه العملية تهدف إلى تشجيع هؤلاء بالعودة إلى مناطقهم الأصلية وتثبيتهم هناك لأجل استغلال ممتلكاتهم التي تركوها خلال سنوات الجمر مثل أراضيهم الفلاحية لمباشرة العمل في تطوير الفلاحة، خصوصا وأن الجهة الغربية لولاية تيبازة أغلبها تعتبر فلاحية بالدرجة الأولى، كما تندرج أهدافها في الإطار العام من خلال البرامج التنموية التي سطرتها السلطات الولائية للمناطق الريفية والمتمثلة في توفير جميع الشروط التي تليق بالحياة اليومية مثل إعادة فتح المسالك الجبلية مع إيصال الكهرباء والمياه الصالحة للشرب لسكان المداشر، إضافة إلى الاستفادة من المراكز الاستشفائية التي تم تجهيزها بأحدث الإمكانيات الحديثة، ولكون السلطات الولائية تسعى جاهدة إلى إعادة الإعمار والتعمير فلقد سطرت برنامجا واسع النطاق لدفع وتيرة التنمية المحلية بالمناطق الريفية والجبلية بهدف فك العزلة عن هذه المناطق التي عرفت هجرة جماعية هروبا من بطش الإرهاب، ومع عودة الأمن تعمل المصالح المعنية بالولاية على الوقوف عند احتياجات هذه المداشر لتطوير مختلف الميادين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأبرز مثال على ذلك بلدية الداموس، حيث استفادت العديد من الدواوير على غرار سيدي زولا وتيفساسين وتشولاً من مرافق عديدة منها 400 مسكن ريفي، مركز للحرس البلدي، فضلا عن بناء مؤسسات تعليمية، كما شهدت تعبيد الطريق الممتدة من بني ميلك إلى تشولا على مسافة أكثر من 60 كلم، مع حفر آبار بمنطقة واد الكبير لتزويد مختلف الدواوير بالمياه الصالحة للشرب. وكما تم أيضا بناء محلات تجارية لصالح الشباب ومقر للأمن الحضري، وهذا لا يعني أن بعض المستفيدين من السكن الريفي هم بحاجة إلى بعض الضروريات، فعلى سبيل المثال فإن مختلف الدواوير النائية ببلدية أغبال المتواجدة أقصى غرب تيبازة قد خصصت لهم 260 إعانة في الآونة الأخيرة، وفي المقابل تم تسجيل نحو 600 طلب إعانة، كما استفاد سكان دوار حدادوة من مشروع 50 مسكنا ريفيا والذي وزع مؤخرا لتبقى أشغال إيصال الكهرباء والماء لم تستكمل بعد أين طالب المستفيدون بتوفير هذه الضروريات في القريب العاجل، فيما وصلت عدد الطلبات إلى 30٪، في حين عرفت طلبات توفير مناصب الشغل نسبة 60٪ وأمام هذا أيضا أولت السلطات الولائية اهتماما بالغا لفك العزلة عن القرى من خلال فتح طرق جديدة وإعادة الاعتبار لمسالك طرقات أخرى، حيث تم إنجاز خلال السنوات الأربع المنصرمة فقط نحو 200 كلم من المناطق الجبلية في كل من ڤوراية، شرشال وسيدي اعمر والداموس، هذا في الوقت الذي لا يزال يعاني فيه المستفيدون من غياب الغاز الطبيعي حيث يتكبدون معاناة يومية خلال فصل الشتاء.